رغم إعلان اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية القطرية، في تصنيف الأشخاص والكيانات المتهمة بدعم وتمويل المنظمات والأنشطة الإرهابية منذ 11 أبريل 2018، ولا تزال السلطات الرسمية القطرية تنتهج سياسة "غض الطرف"، عن كل من وردت أسماؤهم في القائمة القطرية للإرهاب، والتي طالت 11 شخصية قطرية، و6 كيانات قطرية.
وكما كانت السياسة القطرية في التعامل مع الجماعات المتطرفة، كالقاعدة وباقي جماعات الإسلام السياسي المسلح غامضة، تظل حتى اليوم، وبالرغم من استصدار قائمتها الأولى في تصنيف الأفراد والكيانات الإرهابية "سياسة رمادية"، ممانعة لأي خطوات جادة في سبيل قطع صلة الرحم مع جماعات العنف السياسي "الإسلاموية".
فمع بقاء كافة الشخصيات المدرجة على قائمة الدوحة للإرهاب دون ملاحقة أو محاسبة، بل السماح لهم بالاستمرار في مزاولة كافة أنشطتهم اليومية والاعتيادية على الرغم من التصنيف القطري والإدانة بالاتصال والتعاون مع تنظيم القاعدة وباقي الجماعات الإرهابية وتمويل أنشطتها.
ولا تزال كذلك الكيانات المدرجة ضمن قائمة الإرهاب، وهي 6 شركات خاصة ذات ارتباط بمؤسسات قطر الرسمية، تنفذ أنشطتها بصورة طبيعية، وفقاً لما رصدته "العربية.نت"، من خلال مواقعها الرسمية عبر الشبكة العنكبوتية، وما تطرحه من إعلانات ترويجية.
القائمة القطرية للإرهاب تضمنت شركات خدمية وإنتاجية محلية، من بينها شركات للمقاولات والعقارات، وأخرى متخصصة بالديكور المنزلي والمفروشات المنزلية، وبناء المظلات والهواتف وتأجير السيارات، وهي: شركة الأنصار للهواتف وتأجير السيارات والعقارات، (النشاط الاستثمار العقاري والأراضي وتأجير السيارات وتخليص المعاملات وصيانة المباني وتأجير وتجارة الهواتف) يديرها القطري حسين عبد الله الأنصاري، وشركة تفتناز للتجارة والمقاولات، وشركة جبل عمر للتجارة والمقاولات، وشركة خبرات للتجارة والمقاولات، وشركة الذهبية للمظلات والخيام، وشركة الاهتداء للمفروشات والديكور.
وبتصفح الموقع الرسمي لـ"الشركة الذهبية للمظلات والخيام"، عبر موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، تبين مواصلة الشركة استقبال وتنفيذ الطلبات من عملائها والتي شملت قطاعات رسمية قطرية من بينها، تصميم وتنفيذ مظلات مداخل "الشركة القطرية للتأمين".
ولم تكتفِ الشركة الذهبية للمظلات والخيام باستعراض أحدث مشاريعها، وإنما تدشين تطبيقها عبر أجهزة "أندرويد" و"آيفون" لتقديم خدماتها في قطر، بحسب ما روجت له من خلال حسابها الترويجي الخاص في "سناب شات" و"إنستغرام"، واستقبالها طلبات عملائها بحسب ما اتضح من خلال التعليقات المدونة عبر صفحاتها الرسمية.
وكانت شركة "الذهبية للمظلات والخيام"، قد دشنت أعمالها في الدوحة في العام 2011، والمتخصصة في تنفيذ المظلات والممرات والسواتر والخيام، برعاية رسمية لعدد من الشركات القطرية الحكومية من بينها شركة قطر للتأمين وهيئة متاحف قطر، وشبكة الجزيرة الإعلامية، وكيوجت والفردان ودانة قطر.
إلى جانبها أيضاً شركة خبرات للتجارة والمقاولات، تأسست في 2011، ومتخصصة في الإنشاء والتعمير وتقديم الاستشارات في المقاولات في الدوحة، وكذلك القيام بأعمال التصميم والديكور الداخلي المنزلي، والتي لا تزال محتفظة بحساباتها الترويجية عبر موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام".
وتعد الشركة القطرية "خبرات" أحد فروع الشركة الذهبية للمظلات والخيام، فضلاً عن باقي شركات الظل المعلنة في القائمة القطرية للإرهاب، وأيضاً برعاية رسمية من قبل المجلس الأعلى للتعليم، واورباكون للتجارة والمقاولات، والقوات البرية الأميرية القطرية، ووزارة البيئة القطرية.
يُذكر أنه وفقاً لسياسة إعلان القوائم المتبعة في استراتيجية مكافحة الإرهاب، تجري العادة على أن تكون القائمة لشخصيات هاربة خارج الدولة، أو متوارية عن الأنظار داخل الدولة، وفي غير ذلك تتخذ السلطات الرسمية إجراءات الضبط والتحقيق والمحاكمة، وهو ما لم تفعله قطر، ما يُفرغ إعلان وزارة الداخلية القطرية عن قائمتها للإرهاب من حقيقته، ويثير التساؤلات حول جدية السلطات القطرية بمحاسبة وملاحقة المتهمين.
المواضيع المتشابهه 
بالتمويل وإسناد المشاريع.. الدوحة "تغض الطرف" عن الكيانات الإرهابية 
العرض الشجري
