ابنك من الصالحين الطيبين المتميزين... ليس لأنك الأب الذي ليس مثله أب ...؛
ولكن لهداية الله له ، ولطفه بك وبولدك..
وزوجتك التي تحبك وترضيك وتطيعك... ليس لأنك سيد الرجال وآسر القلوب ..؛
ولكنه لطف الله الذي دخل قلب زوجك فأسكنه، وحببها فيك فتقبلت منك ما لم تتقبله مثيلاتها من أزواجهن..
والقبول الذي وضعه الله لك عند مديرك أو زملاء عملك... ليس لأنك أنبغ الموظفين ، وفاتح قلوب المديرين...
إنما هو من ستر الله عليك ،
أو ربما استجابة لدعوة والديك..
أحياناً تغيب عن بعضنا مثل هذه المعاني فيكلنا الله إلى أنفسنا.... فيعوجُّ منا المستقيم، ويفسد من أمورنا ما كان صالحاً...
لستَ أفضل من نوح عليه السلام ولا أقرب إلى الله منه .. ومع ذلك ضل من بيته زوجه التي عايشته ...
وولده الذي بذل وسعه لإصلاحه !!
ولستَ أكرم على الله من لوط عليه السلام يوم أصرت امرأته على أن تكون من أهل النار وهي ترى من زوجها كل فعال أهل الجنة !!
نحن جميعا مساكين... ينفذ الله فينا أقداره وأسراره، لكنه يرينا من الأسباب ما تحتمله عقولنا...
لكن.... أن ينظر بعض المستورين إلى بعض المُبتلين على أنهم لا يعرفون ما يعرف ولا يقدرون على فعل ما يفعل ..؛ فهذا نذير خطر لا يحتملوه ، ودليل قلب لم ينظِّفوه !!
الهدايات سماوية ، والقبول ، والرزق ، والصلاح ..
كلها عطاءات ربانية محضة .. ونحن أسباب ظاهرة...
أقول هذا الكلام لكثرة ما يلحظ من انتفاخ البعض وتعاليه المتواري خلف بعض كلماته، وهو يتحدث عن بنت صديقه المبتلاة ، أو زوجة جاره المتسلطة ، أو ولد قريبه المنحرف...
يسرع في عقد المقارنات والتلميحات التي تنتقص من بيت غيره وتعلي من شأن نفسه وبيته...
وكأنه أخرج الهدايات من جيبه وأعطاها أهله وولده !!
نحن بغير الله لا شيء ...
ولولا تفضل الله على ابراهيم ما أعطاه الغلام الحليم...
نعم لا بد من تعبك وتربيتك وحسن تعهدك لأهل بيتك... لكن مع يقينك أنك سبب ..
ونجاح السبب من عدمه عند سيدك لا عندك ..!
وفاسد اليوم، صالح الغد...
ولربما صالح اليوم بسوء طوية والده أو زوجه يكون فاسد الغد !!
فاستقيموا يرحمكم الله يا أصحاب العُجب الخفي...
فلولا الله ؛ ما نزل على بيت ولا قلبٍ هُداه...!!