صحيفة المرصد: طروحات شبابية وأفكار عصرية، وضعت بصمتها الحديثة ورؤاها المستقبلية أمام عدد من الوزراء والمسؤولين أمس في الطائف، مسهمة بذلك في تغيير صورة نمطية تراثية عن سوق عكاظ الذي افتتح فعالياته نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للسوق الأمير خالد الفيصل. وقبيل حفل الافتتاح مساء أمس وفي الندوة الأولى للسوق تحت عنوان "ماذا نريد من الشباب وماذا يريدون منا"، كان أكثر من 2000 شاب وشابة على موعد مع عدد من الوزراء والمسؤولين يتقدمهم الفيصل الذي خاطب الشباب قائلا "باسم أجدادكم وآبائكم.. لا نريد منكم شيئا لنا، نحن نريد كل شيء لكم أنتم أيها الشباب، نريد المستقبل وأنتم المستقبل، نريد التطور وأنتم التطور، نريد النهضة والقيادة العالمية وأنتم من ستكون القيادة العالمية بأيديكم". وتابع الفيصل "لا تصدقوا هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها بلادنا من أعدائكم الذين هم أعداء الإسلام، فأنتم تمثلون الإسلام ومركزه، ويجب أن تكونوا قدوة للعالم أجمع بالتمسك بقيم الإسلام السامية". وقال الفيصل "آباؤكم وأجدادكم قدموا لكم منجزاتهم، وهي دولة عصرية الآن بين أيديكم، فما أنتم فاعلون؟". الشباب بدورهم قدموا في الندوة رؤاهم المتسمة بالعصرية، إلا أن الطالب في جامعة جازان عبدالرحمن إدريس نال إعجاب الحضور على ما ورد في ختام ورقته، حين تحدث عن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كـ"محرك للرأي العام في المملكة"، قائلا "تجاهل المسؤولين لما يدور في تويتر مؤشر خطر، والمسؤولون بتجاهلهم كأنهم يقولون "تحدثوا كما تشاؤون وسنفعل ما نريد". "باسم أجدادكم وآبائكم.. لا نريد منكم شيئا لنا.. نحن نريد كل شيء لكم أنتم أيها الشباب.. نريد المستقبل وأنتم المستقبل.. نريد التطور وأنتم التطور.. نريد النهضة والقيادة العالمية وأنتم من ستكون القيادة العالمية بأيديكم".. بهذه العبارات خاطب أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل أكثر من 2000 شاب وفتاة في ندوة "ماذا نريد من الشباب وماذا يريدون منا" التي احتضنتها جامعة الطائف أمس ضمن فعاليات سوق عكاظ. وشارك فيها رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، والرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، ووزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ونائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي. ابتسامة المستقبل وأضاف الفيصل "لم نعد بحاجة إلى دموع الماضي ولكن إلى ابتسامة المستقبل"، فيما وجه بعد هذه العبارات بعض الرسائل للشباب، مطالبا إياهم بعدم التنازل عما بدؤوه وانتصروا به، قائلا "لا تصدقوا هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها بلادنا من الشرق والغرب، ومن أعدائكم الذين هم أعداء الإسلام، فأنتم تمثلون الإسلام ومركزه، يجب أن تكونوا قدوة للعالم أجمع بالتمسك بقيم الإسلام السامية". وقال "آباؤكم وأجدادكم قدموا لكم منجزاتهم وهي دولة عصرية، هي الآن بين أيديكم فما أنتم فاعلون؟". فضل وآمال وكان الأمير خالد الفيصل قد افتتح الندوة بالحديث إلى الشباب عن ثلاثة محاور هي سوق عكاظ وماذا يريد الشباب منا، وماذا نريد نحن من الشباب. وأشار في محور سوق عكاظ إلى أن الفضل يعود في إحياء هذا السوق إلى ولي أمر المسلمين في هذه البلاد الذي أمر بإعادة السوق من جديد، وبأسلوب جديد ليمثل آمال كل عربي مسلم بصفته سوقا لكل مواطن سعودي وكل عربي وكل مسلم. وأوضح أن سوق عكاظ في العصور الأولى للإسلام وما قبله، يجتمع فيه أصحاب الرأي وأصحاب الإبداع وأصحاب التجارة، وكان السوق سوقا للفكر والاقتصاد وتبادل المصالح، مؤكدا أن إعادة نشاط هذا السوق في هذا الزمن يجب أن تكون في نفس القاعدة ولكن برؤية عصرية. نافذة الغد وقال "البعض يعتقد أن سوق عكاظ معرض ومهرجان للتراث، ولكن هذا ليس إلا جزءا منه، ونحن نريد أن يكون السوق نافذة على المستقبل، ومركزا لحوار الشباب، ذلك الحوار الذي بدأه قائد التنمية وقائد الفكر والنهضة في هذه البلاد من الحوار الوطني إلى الحوار بين أتباع الأديان إلى الحوار المقترح لأتباع المذاهب. وأضاف "نحن بدورنا نسير في ركب المسيرة التي يقودها عبدالله بن عبدالعزيز، وعضده سلمان بن عبدالعزيز الذي هو خير ساعد لخير قائد". الخيمة.. الرمز وحث الأمير خالد الشباب على المشاركة في سوق عكاظ بفكرهم ونشاطهم وانتسابهم لهذا السوق، مشيرا إلى أن في سوق عكاظ هذا العام رمزا جديدا لفكر سوق عكاظ وهو الخيمة التي هي رمز للأصالة، وبتصميم عصري يجمع بين الأصالة والتطور. وبين الأمير خالد أن سوق عكاظ الجديد هو سوق للفكر والإبداع الإنساني والمشاركة الشبابية، ونريد المشاركة من المؤسسات الاقتصادية والعلمية والتقنية ليعرضوا ما يفيد الإنسان. وبين الأمير خالد أن الإنسان العربي لم يعد في حاجة إلى دموع الماضي ولكن إلى ابتسامة المستقبل، مشيرا إلى أنه سوف يتم العمل بشراكة مع الداخل والخارج من أجل ذلك، وسوف يكون سوق عكاظ سعوديا عربيا إسلاميا. وفي محور "ماذا يريده الشباب وماذا نريد من الشباب"، قال الأمير خالد الفيصل للشباب إن أجدادكم هم الذين أنشؤوا هذا الكيان الذي تنعمون فيه، أشادوا دولة عصرية من مجتمع بسيط بدائي أمي حولوه في حوالي 80 عاما إلى مجتمع متحضر يباهي الأمم المتحضرة، وحولوا هذا المجتمع الأمي إلى مجتمع مثقف متحضر يجتمع اليوم في إحدى صالات جامعاته التي هي إحدى عشرات الجامعات التي تفاخر بها المملكة، وتفاخر بدخولها العالم بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي يشد إليها شباب وشابات العالم الرحال ليكملوا دراساتهم العليا في مجالات العلوم والتقنية. انحسار الأمية وبين الأمير خالد أن الأمية كانت تمثل 95% في هذا المجتمع عندما بدأت وحدته، واليوم في آخر إحصائية اطلعنا عليها لم تعد تتجاوز 4%. وتحدث عن المشروعات التنموية في مجال الصناعة والاقتصاد والخدمات من شبكة المياه والطرق والكهرباء، قائلا "نحن في عصر الملك عبدالله، عصر التقدم والازدهار، عصر أكبر برنامج للبعثات في العالم في هذا العصر، إذ لم يسبق لدولة نامية أن تبتعث هذا الجمع في التعليم من اليابان شرقا إلى أميركا غربا. وقال الأمير خالد الفيصل "إنه شاهد على التنمية في إحدى مناطق المملكة، فما ينفذ في مكة المكرمة وجدة ويخطط له في الطائف لم يسبق له مثيل في أي بلد نامٍ بالعالم، مشيرا إلى أن كل ذلك بفضل الأجداد الذين وضعوا أسسا قامت عليها هذه الدولة، واختاروا لها راية التوحيد والقرآن دستورا، والسنة منهجا حياتيا، ولم يتنازلوا عن قيمهم الإسلامية وكان الدين عندهم أولا. قيادية الرأي وبين أن المملكة من الدول القيادية العالمية في الاقتصاد، ومن الدول التي اختيرت في الشرق الأوسط لتستشار، ولها الرأي الأول. من جهته، تحدث رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان عن دور الهيئة في تعريف الشباب بإمكاناتهم وإمكانات وطنهم ومكتسباته، لمحاولة تقريب المواطن من وطنه، وإطلاعه على تاريخ وحدته الوطنية، والمشكلات التي تواجه سياحة الشباب وسبل معالجتها. أما الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل فتحدث عن الرياضة والشباب، موضحا أن أبرز المشاكل التي تواجه الرئاسة هي الفكرة السلبية لدى الغالبية، والتي قصرت دورها على كرة القدم فقط. وأشار إلى أن الرئاسة تعمل على أداء كافة الأدوار المنوطة بها لخدمة الشباب في المملكة. دور الابتعاث وتناول وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري دور الشباب السعودي الملتحقين ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مد جسور التواصل الحضاري والاجتماعي والإنساني مع شعوب العالم، فضلاً عن دور المبتعثين في ترسيخ رؤية الملك عبدالله في التواصل الفكري وتقارب الشعوب. صورة الشباب وتحدث وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة عن صورة الشباب السعودي في الإعلام من حيث الحيز العام الذي تخصصه وسائل الإعلام لقضايا الشباب وتلبية مطالبهم وطموحاتهم، مشيرا إلى أثر ظهور المنابر الإعلامية الجديدة مثل قنوات التواصل الاجتماعي، قائلا "إن الإعلام الجديد يعني لا قيود ولا سدود ولا حدود، وبذلك لا بد أن يستشعر الشباب مسؤوليتهم". مواجهة المعوقات وتحدث نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي عن جهود وزارة التربية والتعليم لتطوير التعليم في المملكة، ومعالجة المعوقات التي يواجهها الشباب في مختلف مراحل التعليم ومؤسساته، مستعرضا بعض النماذج لطلاب وطالبات من الموهوبين استطاعوا تحقيق مراكز متقدمة على مستوى العالم. وفي الجانب الآخر، تحدث 6 شباب في الندوة عن محور "ماذا يريد الشباب"، وطالب فيصل الشمراني من جامعة الملك عبدالعزيز بتأسيس كراسي تتمحور حول الشباب وقضاياهم واستغلال صحوة الشباب ورغبتهم في التطوير وتأسيس مجالس شبابية في المحافظات على غرار المجالس البلدية. تربية سياحية أما الشاب نايف العصيمي من الهيئة العامة للسياحة والآثار فتحدث في محور الشباب والبعد الحضاري، وطالب بإضافة التربية السياحية للمناهج وخاصة منهج التربية الوطنية، وإنشاء كراسي بحثية ضمن التخصصات الجامعية عن السياحة، وإنشاء المجموعات التشاورية ليكون للشباب دور في صناعة القرار، منتقدا قلة البرامج الموجهة للشباب في مدن المملكة واقتصارها على مدن معينة. وطالب عصام الحميضي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتحليل احتياجات المملكة من المواهب الشابة والفكرية الرياضية، مناقشا أهمية الابتعاث في مجال الرياضة وتفعيل بيوت الشباب وجعلها بيئة خاصة، وتكوين توأمة بين الرياضة والعلم. أرضية مشتركة أما مشاري المرمش من جامعة حائل فتساءل عن دور الأندية الطلابية في الملحقيات ودور المجالس الاستشارية الطلابية لطلاب الجامعات والمبتعثين. الطالب عبد الرحمن إدريس من جامعة جازان تحدث عن موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" كمحرك للرأي العام في المملكة، مؤكدا أن العدد الفعلي للمستخدمين السعوديين للموقع بحسب إحدى الإحصائيات يبلغ 393 ألف مستخدم، وهم الأكثر نموا من حيث عدد المستخدمين لتويتر في العالم وذلك بنسبة 3000٪. وألمح إدريس إلى أن هناك من يستغل هذه الواجهة الإعلامية من أجل مآرب خاصة، مدللا على ذلك بما يحدث من بعض الإعلاميين والدعاة. وأشار إدريس إلى أن "الهاشتاقات" التي تثير قضايا المجتمع السعودي ليست وليدة الصدفة، بل يتم التخطيط لها بشكل متقن، مضيفا أن تجاهل المسؤولين لما يدور في تويتر مؤشر خطر، وأن المسؤولين بممارستهم هذا التجاهل وكأنهم يقولون "تحدثوا كما تشاؤون وسنفعل ما نريد". وتحدث مصعب المالكي من جامعة الطائف عن التعليم الإلكتروني والروتين اليومي في الأنشطة الطلابية اللاصفية وإدخال مادة دراسية للبحث العلمي ومقررات للابتكار وخطواته ومادة للمرحلة الثانوية تحدد لهم المسار في التخصص الجامعي. وتم فتح باب الحوار للفتيات، وتحدث عدد من الطالبات، وتساءلت كل من نورة الحارثي من جامعة الطائف عن مدى إمكانية إتمام المشاريع الشبابية بخطوة واحدة، ومنار الهيفاني من جامعة الطائف تساءلت عن وجود لجنة لمتابعة الأعمال المتميزة التي قدمت في المؤتمرات العلمية السابقة حتى تصل للعالمية. من جهتها طالبت عفاف الطلحي من جامعة الطائف بإنشاء معاهد حكومية لأطفال متلازمة داون.
وأجاب الأمير خالد الفيصل على تساؤلات الشباب وتطلعاتهم في نهاية الندوة، وكان من أبرزها تشكيل مجالس للشباب قائلا "من الغد سأعمل على تشكيل مجالس شبابية تساند المجالس المحلية"، كما أجاب المتحدثون في الندوة على عدد من التساؤلات الموجهة لهم.