تصدّى المتظاهرون الجزائريون، الجمعة، لمحاولة إخوان الجزائر الركوب على هم الشعبي الرافض لتمديد ولاية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الرابعة، عندما قاموا بطرد زعيمهم "عبدالله جاب الله"، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية الإخواني، من المسيرات.
وأثار نزول جاب الله إلى الشارع غضبا واسعا في صفوف المحتجين، الذين تجمعوا حوله وطلبوا منه الرحيل، معبرين عن رفضهم لأي دور له ولحزبه، خاصة بعد انكشاف مشروع الإخوان التخريبي في أكثر من دولة.
ويعدّ عبدالله جاب الله، واحداً من أبرز الوجوه الإسلامية في الجزائر على مدى العشرين سنة الماضية، ومن أهم مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين بالبلاد، حيث انتسب منذ سبعينيات القرن الماضي إلى إحدى فصائل الحركة الإسلامية التي كان يرأسها الداعية "محمد صلاح عابد" وهو من كبار شخصيات قسنطينة الدينية، لكنّه دخل السجن مرارا متهما بالتحريض من خلال خطبه الدينية الحماسية، فسجن في السنوات 1982 و1984 و1985 و1986.
ولد جاب الله في مايو 1956 في ولاية سكيكدة بالشرق الجزائري في أسرة فقيرة، فكان يعمل أثناء دراسته حتى حصل على شهادة الثانوية العامة ثم إلتحق بكلية الحقوق ليتخرج فيها عام 1978.
وهذا القيادي الإسلامي، هو من أكثر الطامعين في كرسي الرئاسة، حيث ترشح للانتخابات الرئاسية مرتين في عامي 1999 و2004، لكنّه مني بهزيمة فادحة وتعرّض لخيبة كبيرة، نتيجة الرفض الشعبي لأي دور للإسلاميين، خشية من تكرر سيناريو العشرية السوداء.
وفي 30 يوليو2011، أعلن جاب الله الذي يتزعمّ تيار الإسلام السياسي بالجزائر، تأسيسه لحزب سياسي جديد، وحمل الحزب اسم "جبهة العدالة والتنمية"، وهو ذو توجه إسلامي ويدعو إلى أسلمة المجتمع، وهو الحزب الذي يطمع من خلاله في العودة إلى المشهد السياسي بقوّة، واستغلال المظاهرات الشعبية الداعية إلى تغيير النظام، لتنفيذ أجندة جماعة الإخوان.