قالت مجموعة vci الألمانية وهي مجموعة تمثل أكثر من 1700 شركة كيماوية وصيدلانية في ألمانيا قالت أن النقص الوشيك في سائقي الشاحنات يهدد بأن يؤدي إلى اختناقات في الخدمات اللوجستية الكيماوية في ألمانيا , وقالت المجموعة أن الصناعة الكيماوية تعتمد على النقل البري لتأمين المواد الخام وتزويد العملاء وبالتالي مسألة نقص سائقي الشاحنات يثير قلق المجموعة .
مسألة نقص سائقي الشاحنات تبدو عالمية وليس محصورة في ألمانيا فقط
على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية ، شهدت صناعة النقل بالشاحنات العالمية في العديد من المناطق نقصًا متزايدًا في سائقي الشاحنات ، مما يؤثر بشكل مباشر على تسليم المواد اليومية . إن التناقص المستمر في عدد سائقي الشاحنات المتاحين للتأجير يحد من قدرة شركات النقل على مواكبة الطلبات المتزايدة. وهذا يعني حجمًا أقل وتكلفة أعلى للمستهلكين - وبالتالي انخفاضًا محتملًا في الطلب .
في أمريكا ، يتم تسليم ما يقرب من 70 % من السلع الاستهلاكية بواسطة الشاحنات ، في حين يصل هذا العدد إلى 90 % في بلدان أخرى. يعد النقل البري هو المحطة الأولى والأخيرة من كل رحلة تقريبًا.
في جميع أنحاء العالم هناك تحد واسع للتصدي للنقص الحاد في سائقي الشاحنات
وفقاً لأحدث التقارير من منظمة النقل البرية تشير الى التالي :
في البرازيل : تشير التقارير إلى وجود نقص في حوالي 100 ألف سائق مؤهل في البرازيل وأن شركات النقل البرازيلية تضطر لتوظيف سائقين من كولومبيا .
في ألمانيا : تشير التقديرات إلى أنه خلال السنوات الـ 10-15 القادمة ،سوف يتقاعد حوالي 40٪ من سائقي الشاحنات الألمان ، الأمر الذي سيؤدي, في ظل الاتجاهات الحالية ، إلى عجز قدره 150 ألف سائق . ارتفع متوسط عمر السائقين في ألمانيا إلى 47 بزيادة من 46 منذ آخر دراسة في عام 2012 : شهادة واضحة على التحدي الديموغرافي .
في بريطانيا : تقوم جمعية النقل البري وشبكة نقل البضائع بتقييم "نقص السائق الوطني" لتكون على التوالي حوالي 45 - 52 ألف سائق ، مع احتمال توقف 35 ألف سائق آخر في العامين المقبلين ومن الصعب استبدالهم .
في الولايات المتحدة الأمريكية : ستحتاج أمريكا إلى توظيف مليون سائق جديد في السنوات الخمس عشرة القادمة.
في كندا : نقص السائقين يمكن أن يصل إلى 48 ألف بحلول عام 2024
في الهند: ستحتاج شركات النقل والخدمات اللوجستية إلى إيجاد أكثر من 17 مليون عامل إضافي خلال السنوات العشر القادمة ، وحوالي 10٪ من أسطول الشاحنات الهندي غير مستخدم حاليًا بسبب نقص السائقين.
في جنوب أفريقيا : يقدر في عام 2015 أن جنوب أفريقيا تحتاج إلى 15000 سائقي شاحنة إضافية كل عام ، لكن العرض انخفض إلى أقل من هذا الهدف.
لماذا هذه المشكلة ؟
يعتمد نقل الركاب والبضائع عن طريق البر كليًا على خدمات السائقين المهرة والدوافع . النقص الحالي هو نتيجة للعديد من العوامل المترابطة ، وهذا هو السبب جزئياً في صعوبة إثبات ذلك. بعض هذه العوامل عامة وبعضها خاص ببلدان فردية. وتتعلق الأسباب بالجوانب المتأصلة في المهنة فضلاً عن العوامل الاجتماعية الاقتصادية الخارجية وفقاً لتقرير منظمة النقل البرية .
المهارات
هناك مجموعة متناقصة من العمالة الماهرة المتاحة إلى جانب المتطلبات التنظيمية المتزايدة التعقيد ، مع ظهور التكنولوجيا الجديدة وبيئات العمل المتغيرة باستمرار.
الصورة للقطاع
في بعض الأحيان تتضاعف ظروف العمل الصعبة بسبب الصورة غير المرغوب فيها للقطاع . لا يوجد وعي عام كافٍ بإمكانيات ومنافع التوظيف في النقل على الطرق ، والتي لا تكون في العادة الخيار الأول للداخلين إلى السوق ، والعديد من السائقين ذوي الخبرة يغادرون المهنة.
التركيبة السكانية
خلل ديموغرافي يلوح في الأفق . ما يقرب من 30 ٪ من العاملين في قطاع النقل أعمارهم أكثر من 50 وسوف يتقاعدون خلال ال10 و15 سنة القادمة. في السنوات الأخيرة ، كان قطاع النقل أقل نجاحاً من العديد من القطاعات الأخرى في توظيف العمال الأصغر سناً ، ويرجع ذلك جزئياً إلى الصورة السلبية للقطاع عن التوظيف.
النمو
من المرجح أن ترتفع التجارة العالمية في السلع والخدمات بأكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 27 تريليون دولار أمريكي في عام 2030. وهذا ما يضع ضغوطا على الصناعة للحفاظ على تدفق السلع . في العديد من البلدان ، يتجاوز النمو الاقتصادي بالفعل بشكل ملحوظ تنمية المواهب ، مما يؤدي إلى نقص حاد في المهارات.
التعويض والحوافز
تفتقر معظم شركات النقل ، التي ترجع أساسًا إلى اقتصادات قطاع النقل ، إلى الموارد اللازمة لزيادة مستوى مكافآت السائق بشكل كبير ، والذي يمثل عادة 30-40٪ من إجمالي تكاليف التشغيل. بعض شركات النقل الأمريكية الكبرى تدفع الآن "مكافآت تسجيل" (تتراوح قيمتها بين 500 و 12 ألف دولار) لإخراج السائقين من شركات النقل الأخرى. بالنسبة لغالبية الشركات الصغيرة التي لا تستطيع شراء مثل هذه المكافآت ، فإن هذا يؤدي فقط إلى تفاقم المشكلة.
هذا ماجاء في تقرير لمنظمة النقل البرية
يقول أحد الرؤساء التنفيذيين لكبريات شركات النقل الأمريكية أن النقل بالشاحنات يقود الاقتصاد الأمريكي ، لكن النقص في سائقي الشاحنات يضع مستقبل اقتصاد البلد في خطر . إن صناعة النقل بالشاحنات والاقتصاد "مترابطان بشكل لا ينفصل" ويقول إن وجود النقص ب 210 آلاف سائق سيحول الأزمة الحالية إلى حالة طوارئ اقتصادية كاملة. ويضيف "من أجل تلبية طلبات الشحن ، نحتاج إلى توظيف 90 ألف سائق جديد في كل عام خلال السنوات العشر القادمة".
174 ألف سائق هي توقعات العجز في سائقي الشاحنات في أمريكا خلال 2026 وفقاً لجمعية النقل بالشاحنات الأمريكية .
وأكبر عائق وتحدي أمام هذه الصناعة هو نمط الحياة والساعات الطويلة على الطريق وهي الآن وظيفة تطلبها الحكومات في الدول المتقدمة بشدة وتوقعات بزيادة أجور العاملين فيها أكثر من الوضع الحالي .
المواضيع المتشابهه 
أزمة تلوح في الأفق : نقص في أعداد سائقي الشاحنات 
العرض الشجري
