فالمؤمن يحرص على أسباب النَّجاة، ويخاف المولى جلَّ وعلا، فيُبادر إلى ما أوجب الله، وإلى ترك ما حرَّم الله، وإلى الوقوف عند حدود الله، فالملائكة مع قُربهم من الله عندهم الخوف العظيم، قال تعالى: بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26- 28]، يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:50].
ويقول: أَطَّتِ السَّماءُ، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ يعني: تحرَّكت، ما فيها موضع أربع أصابع إلا ومَلَكٌ ساجِدٌ لله، هذه حال الملائكة، مع خوفهم من الله، ورغبتهم فيما عنده.
وفي الحديث الصحيح: أنَّ البيت المعمور الذي يُوازي الكعبة في السماء السابعة يدخله كل يومٍ سبعون ألف مَلَكٍ للتَّعبُّد، ثم لا يعودون إليه.⏰
ويقول ﷺ: لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربعٍ: عن ماله من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه، وعن علمه ماذا عمل فيه.
فالمؤمن يجتهد حتى يعرف كيف يستعمل جسمه والأدوات التي أعطاه الله من: سمع، وبصر، وغير ذلك، في طاعة الله