يقول الكاتب :
تأثرتُ كثيرًا لقصة عن أحد الأطباء المتخصصين، الذى قامت إدارة المستشفى باستدعائه لإجراء جراحة فورية لأحد المرضى.
وقبل إجراء الجراحة، التقاه والد المريض صارخًا: لِمَ التأخر؟! إننا ننتظر وصولك والزمن يمر بنا كالدهر، وحياة ابنى الوحيد فى خطر داهم وهو معرض للموت فى أيَّة لحظة! ألا لديك أىّ مشاعر أبوة؟
نظر الطبيب إلى الأب، وحاول تهدئته قائلا: أرجوك أن تهدأ، وسأقوم بعملى، وثِق بالله الذى يرعانا جميعًا.
إلا أن الأب استشاط غضبًا من هدوء الطبيب، وقال: أرى أنك لا تدرك مشاعر الأب!! أتُراك كنتَ تشعر بمثل هٰذا الهدوء الذى يصل إلى حد البرود، لو كانت حياة ابنك هى التى فى خطر؟!
نظر إليه الطبيب نظرة خاطفة، وأسرع نحو غرفة العمليات. مر الزمن بطيئًا حتى خرج الطبيب بعد ساعتين، وقال لوالد المريض وهو على عجل: أشكر الله لقد نجحت العملية، وابنك بخير.
أسرع الطبيب بالمغادرة دون أن يُعطى والد المريض الفرصة فى إلقاء أىّ سؤال عن صحة ابنه.
شعُر الأب بغضب شديد، وتوجه إلى الممرضة قائلًا: إن هٰذا الطبيب شديد الغرور. أجابت الممرضة: قد تُوفى ولده فى حادث سيارة، ومع هٰذا فقد حضر عندما علِم بالحالة الحرجة لولدك! وبعد أن أنقذ حياة ولدك، كان عليه أن يُسرع ليحضر دفن ولده!