اخوتي الكرام اسمحولي أوضح مسألة هامة حول التداول في السوق,
يظهر لي أن البعض لايفرق بين الاستثمار و المضاربة والأحلام الوردية!
يعني من أول يوم يدخل السوق وتداوله خبط عشواء ومطاردة اسهم تصريفية وتوصيات صارخة وخرابيط , أولاً الاستثمار ان تضع مالك في سهم أو بدقة أكبر في "شركة" ذات نمو وعوائد وأرباح وغير ذلك من الأمور المالية , يعني مثل بناء أو حتى شراء عمارة وتأجيرها وحسبة عدد السنوات التي تسترد بها رأس المال ثم البدء في الربح الصافي من الإيجار , طبعا هنا لن تهتم كثيراً لسعر العمارة على المدى الطويل بل سعرها عند لحظة الشراء فقط لأن اقتناصها بسعر جيد هو "ضربة حظ":hawamer6312 ولكن اهتمامك الحقيقي والاستراتيجي هو موقع العمارة وجودتها ومدى اقبال الناس عليها للسنوات القادمة والحد الادنى المتوقع للايجار وغير ذلك , ونفس الشيء بالنسبة للاستثمار في سوق لأسهم , فالنظرة تكون للشركة في الأصل ونموها المتوقع ثم ياحبذا لو كان سعرها رخيص , ولذلك نرى كثرة الأحاديث في السوق السعودي حول دار الأركان أو بنك الإنماء وفق ظن المستثمرين الصغار وأيضا نرى سابك تقود السوق لأنها مصب الأموال العتيقة والمستثمرين الكبار.
ثانياً نأتي للمضاربة وهي شراء سعر السهم نفسه وليس الشركة على امل بيع السهم بسعر أفضل فيما بعد وغالباً على المدى القصير يكون السبب "فني" وكل ماطالت المدة احتاج المضارب لمعرفة الجوانب المالية لشركة ذلك السهم , ونعود لنفس مثال العقار ونقول ان من يبني عمارة ليبيعها بسرعة بعد اكتمالها هو مضارب, ومن يشتريها ليؤجرها لفترة محدودة وهو يتوقع ارتفاع سعر العقار فيما بعد ثم يبيعها فهو مضارب أيضا , يعني حتى من يشتري سهم وينوي بيعه بعد سنوات على امل التدبيل مثلا فهو مضارب وليس مستثمر.
باختصار الاهتمام بسعر السهم نفسه ع المدى الطويل وتقلباته هو مضاربة وليس استثمار , فالمستثمر يهمه ع المدى البعيد قوة الشركة وليس سعر السهم الذي من طبيعته التقلب بين ارتفاع وانخفاض.
ثالثاً الأحلام الوردية وهي أسوأ حالات التداول وأكثرها انتشاراً ونختزلها في الطمع في التدبيلات وخليفة أمانة وخليفة تهامة وسهم الطفرة وهات يا تعليقات وخسائر وانهيار مالي ونفسي! , وتجد المتداولين ينجذبون للمحلل أبو التدبيلات الخيالية ويتذمرون من أبو ريال ونصف ريال أو أبو 1% لأنها لا تحقق الثراء ولا الطائرة الخاصة ولا الاستلقاء أمام المسبح الكبير بين الحسناوات!. :hawamer6512
أخوتي تأكدوا أن أسهم مايسمى "الطفرات" هي مجرد ظواهر نادرة لاتحصل إلا كل سنتين أوثلاث أو حتى خمس سنوات وتحدث لسهم واحد من ضمن عشرات أو مئات الأسهم المقابلاك على الشاشة , وتأكدوا أن من يطاردها سيحصد عشرين "تطفيرة" وديون دون أن يمسك بسهم "الطفرة" , وتأكدوا تماماً تماماً أن حتى من تصادف معه ويركب في بداية انطلاقة سهم "الطفرة" سينزل فوراً مع أول مطب وربما ينزل بخسارة!! ولن يجرؤ ع الصعود مرة أخرى خوفاً من التصريف!.:fvfv7yu1385968616_9
اختم هذا الجزء باختصار أنك طالما مركز ع سعر السهم فأنت مضارب , يعني لا تقول انا مستثمر باشتري وأقفل لين يدبل السعر! , بل هنا لازم تكون عندك ادوات المضارب كالنموذج الفني الذي اشتريت على أساسه والهدف الفني المتوقع والأهم من ذلك وقف الخسارة , أو إدارة المحفظة وفن الشراء عند النزول لتعديل المتوسطات , لأن السوق متقلب والأسهم التي تظن وصولها لمائة ريال قد تعود لثلاثة ريال!! , أما أصحاب الأحلام الوردية في سوق المال الشرس والمتوحش فأقول لهم ارحموا أنفسكم واصحوا أثابكم الله.