قبل البعثة النبوية بعدة سنوات كانت القبائل العربية في الجزيرة العربية قبائل متناحرة
فيما بينهم وذلك بسبب زرع الشقاق بينهم من ملوك الحيرة والروم النصارى وأحلافهم
وملوك كسرى كذلك فكان النعمان بن المنذر ملك الحيرة وهو مسيحي يهين العرب ويجبرهم على رعاية قوافله
القادمة من الحيرة مرورا بوسط نجد وتذهب لمكة المكرمة سوق عكاظ ولليمن
وكان يعطي بعض الفتات لبعض القبائل لحراسة تلك القوافل ويجبرهم احيانا اخرى على حراستها
فتقاتلت عدة قبائل على تلك الفتات ومن بينها عبس وذبيان وهوازن حتى فنيت وذلك بإيعاز من ملك
الحيرة النعمان بن المنذر الذي كان يتعاهد مع هؤلاء وينقض مع هؤلاء حتى يسهل أمرهم
فأخذته العزة بنفسه وتجرأ على قبيلة( بنو سُليم ) وطلب منهم حراسة قوافله وقوافل كسرى
وهددهم بالحرب فما كان منهم إلا أن وقفوا له بأنفة العربي الذي لا يذل وقالوا له (لا)
ولن تمر قوافلك مع بلادنا فاشتاط غضبا عليهم وقام بتجهيز جيش كبير لغزوهم
ومن المفارقات الغريبة المؤسفة ان هناك من العرب(غطفان) من التحق راغبا وربما راهبا
بهذا الجيش والذي يعد خيانة عظمى بين العرب وهو مؤازرة جيش أتي من العراق لغزو العرب
فما كان من فرسان بنو سُليم وهو أهل كر وفر وأهل فروسية ومجد إلا أن جمعوا فرسانهم
وحصنوا مضاربهم وجمعوا سهامهم ورماحهم ونادوا بالحي بالنفير لكل من يقوى على حمل السلاح
وخرجوا من ديارهم باتجاه الجيشين الغازيين وهما جيش النعمان بن المنذر وجيش المرتزقة من القبائل التي
مر عليها جيش النعمان وعلى رأسهم بنو غطفان أبيدت فيما بعد انتقاما لخيانتهم وانتهت للأبد
دارت المعركة الطاحنة بين الثلاثة جيوش وهم بنو سُليم (المدافعون) وجيش المناذرة وبنو غطفان الغازون
فما لبث إلا انكسر الغزاة ونكصوا على أعقابهم وتم فيهم مقتلة عظيمة وتم أسر أمراء الجيوش الغازية
وكانت ملحمة كبرى في تاريخ العرب أدت فيما بعد لخروج الكثير من القبائل على هيمنة مملكة المناذرة
هكذا تكون أنفة وشموخ العربي عندما يتعلق الأمر بمس كرامته أو إهانته