بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ اذْكُـــــــــــــــــــــــــــ اللَّهَ ــــــــــــــــــــــــــــــــــرُوا
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : هل الصلاة تقبل للذي ثوبه مسبل؟
الجواب: لا يجوز الإسبال والصلاة صحيحة، لكن هو على خطر، هو على خطر من عدم القبول وعلى خطر من الإثم، لا يجوز أن يصلي مسبل ولا يجوز أن يسبل ولو ما صلى ولو في حالة غير الإسبال ولو في طريقه إلى بيته أو إلى السوق أو في أي مكان، الإسبال محرم مطلقاً لا يجوز الصلاة فيه ولا فعله، والإسبال هو كون الثوب يتجاوز الكعبين السراويل أو الإزار أو القميص أو البشت، هذا يسمى إسبال، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ما أسفل من الكعبين فهو في النار، فلا يجوز له أن يسبل ولو في غير الصلاة، لكن لو صلى مسبلاً صلاته صحيحة لكن مع الإثم.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل تبطل صلاة المسبل؟
الإجابة: الصحيح أنها لا تبطل صلاته، ولكنه آثم معرض نفسه للعذاب، فإن كان مسبلاً خيلاء فإن عقوبته ألا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يزكيه، وله عذاب أليم، وإن كان قد نزل إزاره إلى ما تحت الكعب من غير خيلاء فإنه يعذب: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"، ولهذا كان إنزال الثوب والسروال والمشلح إلى ما تحت الكعبين حراماً بكل حال، لكن عقوبته فيما إذا جره خيلاء أعظم مما إذا كان غير خيلاء، وهو من كبائر الذنوب لورود الوعيد عليه.
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما حكم صلاة المسبل ثيابه وخاصة إن كان إماما ؟
إسبال الملابس إلى ما تحت الكعبين محرم، سواء كان قميصًا أو سراويل، أو غيرهما، وقد ورد الوعيد الشديد في حق المسبل ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار أخرجه البخاري والإمام أحمد وغيرهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أخرجه الإمام مسلم وأحمد والنسائي ، ومن صلى وهو
مسبل لثيابه إلى ما تحت الكعبين فإن صلاته صحيحة في ذاتها إذا قام بشروطها وأركانها وواجباتها، لكنه آثم ومستحق للعقاب لإسباله، وأما الحديث المذكور في السؤال فقد رواه أبو هريرة رضي الله عنه بلفظ: قال: بينما رجل يصلي مسبلاً إزاره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فتوضأ فذهب فتوضأ ثم جاء، فقال: اذهب فتوضأ فقال له رجل: يا رسول الله: مالك أمرته أن يتوضأ، ثم سكت عنه قال: إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل هذا الحديث ليس بصحيح، وقد وهم النووي رحمه الله في تصحيحه، بل هو ضعيف؛ لأن في إسناده مجهولاً ومدلسًا لم يصرح بالسند، وعلى تقدير صحته فإن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل المسبل أن يعيد الوضوء زجرًا له ليلفت نظره لما ارتكبه من معصية الإسبال لعله أن ينتبه إلى خطورة ما فعله وشناءة ما ارتكبه، فيقلع عنه وينتهي عنه فتكمل طهارته الظاهرة والباطنة، فإن الإسبال مظنة التكبر والخيلاء، وداعٍ إليهما والطهارة الظاهرة مؤثرة في طهارة الباطن، كما أن أمره صلى الله عليه وسلم بالوضوء ليكون سببًا في مغفرة ذلك الذنب الذي اقترفه وترتب عليه غضب الله عليه وعدم قبول صلاته، فإن الوضوء يكفر الخطايا ويمحو الذنوب ويطفئ المعصية ويزيل أسبابها كما يطفئ الوضوء الغضب، ويدل لذلك ما رواه علي بن أبي طالب عن أبي بكر
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يذنب ذنبًا ثم يتوضأ فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله تعالى لذلك الذنب إلا غفر له الحديث أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن بسند صحيح، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: وإن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل فإن هذا وعيد وتهديد للزجر والردع يجري على ظاهره، والصلاة مجزئة له بإسقاط فرضيتها عليه إذا أداها وهو مسبل، لكن لا يلزم من ذلك أن صلاته باطلة، فالصلاة في ذاتها صحيحة كما سبق، وإن كانت غير مقبولة عند الله، ويدل لذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا الحديث أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) والإمام أحمد في (مسنده)، فلما كان الإسبال مظنة الكبر والخيلاء وداعيًا لهما وذلك ينافي الخشوع والخضوع لله كان خطرًا على المسبل ألا يتقبل الله منه صلاته، فإن الله لا يقبل إلا من عبده الخاشع المتواضع، وكلما ازداد الإنسان إقبالاً على الله وخشوعًا له وخضوعًا وتضرعًا بين يديه وأبعد عن المعاصي كلما ازداد قبولاً عنده، قال الله تعالى:
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، فحري بكل مسلم من الرجال أن يبتعد عن هذا الذنب الكبير
والجرم العظيم الذي يحول بينه وبين قبول صلاته، وأن يقلع عنه ويتوب منه توبة نصوحًا، وأن يتقرب إلى الله سبحانه بما يقربه عنده، ويبتعد عن كل ما يغضبه ليفوز برضاه وجنته ويأمن من أليم عذابه وعقابه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.