وطالبوا بتعزير من تسبب في تصوير ذلك المشهد الذي يخرق الذوق العام ويعيد حديث الجاهلية ويشيع المنكر في الناس ويشوه سمعة المجتمع , حاثين الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها القضاء الشرعي وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على سرعة القبض على الشابين المستهترين بالعرض والشرف مطالبين برفع دعوى قضائية عليهما.
واعتبر مختصون في الدراسات الشرعية والتربوية والاجتماعية أن "مجلس الشيطان" هذا فيه "إثارة لعادات الجاهلية الأولى وإشاعة للمنكر" ، و"ترويج للزنا" ويمثل "طعنة في خاصرة مجتمع عرف أهله بحسن التدين وحب العفاف".
وقال الدكتور عبد الله الكاسي أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم عميد شئون الطلاب بجامعة الملك خالد: بداية فأسال الله تعالى أن يهدي شباب المسلمين وأن يرد ضالهم إليه ردا جميلا.
واعتبر أن "الشابين أقدما على هذا الفعل إما بحسن نية أو بقصد إضحاك الناس أو حبا في الشهرة؛ والسعادة التي يبحث عنها كثيرا من الناس في غير مظانها أو بدافع من قرناء السوء -هداهم الله – متناسين الوعيد الشديد في ذلك".
لكن الكاسي قال: "في كل الأحوال فإن هذا الفعل مستنكر من عدة وجوه الأول :
أنه إثارة لعادات الجاهلية الأولى وإشاعة للمنكر والثاني: أن فيه مجاهرة بالمعصية؛ والله يغفر إلا للمجاهرين بالسوء كما ورد في الحديث. والثالث: أن فيه تشبه بالنساء وقد لعن من فعل ذلك والرابع: أن فيه كذب وافتراء وقذف للآباء والأجداد بفعل مثل هذه الممارسات وهذا ما لا يعلمه إلا الله".
واعتبر أن "ما دفع هؤلاء الشباب لهذا هو الترويح والفراغ وقلة الناصحين من الجلساء".
من جانبه , اعتبر الدكتور خليل الحدري رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة أم القرى أن "المقطع الذي تم تداوله يحكي شيئا من عادات الجاهلية وينسف في أذهان الناس - وخاصة الأطفال والمراهقين - قيما كبرى جاء بها الإسلام كقيمة الحياء والرجولة والعفاف والحجاب وحرمة البيوت وحسن الجوار".
ورأى الحدري أن "هذا المقطع كان طعنة في خاصرة مجتمع عرف أهله بحسن التدين وحب العفاف والغيرة علي الحرمات إضافة إلى ما اشتمل عليه من منكرات بعضها فوق بعض".
وقال الحدري: "هون المقطع من هذه المعاني كلها مهما كان دافع من صوره ونشره".
وأضاف: "أطالب الجهات ذات العلاقة بالتدخل العاجل - وقاية وعلاجا - لإيقاف مثل هذا العبث غير المسئول حفاظا علي قيمنا التربوية التي جاء بها الإسلام وصيانة لسمعة المجتمع السعودي من أن تلوكها ألسنة المغرضين بفعل بعض أبنائه ممن قل علمهم وضعف وعيهم فجعلوا الأهداف التافهة القريبة سلما لهز ثوابت المجتمع وإشغال ناسه بالقيل والقال".
واستنكر فضيلة الشيخ محمد القحطاني مدير عام فرع وزارة الشئون الإسلامية بأبها هذا الفعل وقال: "أستنكر وبشدة هذا السلوك الأخلاقي وما على شاكلته مما يمارسه بعض الشباب من المعاصي والذنوب التي تروج للزنا وتهون من شأن الحجاب الشرعي وتهون من شأن دخول الرجال الأجانب على النساء وتزيين أفعال وعادات الجاهلية وتعلن عصيان الله وعصيان رسوله محمد عليه الصلاة والسلام جهارا وذلك مؤذن بعقوبة من الله إذ لم يؤخذ على أيديهم ويعاقبون عقابا رادعا لهم ولكل من تسول له نفسه أن يروج للفواحش والذنوب عبر المواقع الإلكترونية واليوتيوب والهواتف النقالة وغيرها".
وأضاف: "إن هذا الفعل يدل على الوقاحة وعدم الحياء من الله وقد قال النبي علي الصلاة والسلام إذا لم تستح فاصنع ما شئت . كما يدل على الدياثة وعدم المروة ويكفي المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال لعنة رسول الله عليه الصلاة والسلام".
ورأى القحطاني أنه "لن يخرجهم من اللعنة ما يعتذرون به من ممارسة ما يسمونه بالفن أو المزاح".
وقال القحطاني: "إني لأهيب بكل كاتب غيور وكل داعية وخطيب وعالم وإمام مسجد وكل مدرس ومدرسة في أي مرحلة من مراحل التعليم أن يسهموا في توعية الناس بخطورة مثل هذا العمل المشين".
أما الدكتور ظافر بن سعيد آل حماد مدير مركز الموهبة واﻹبداع بجامعة الملك خالد فقال: "مثل هذا المقطع له غاية إصلاحية أو افسادية وأظن أن من يملك أبسط أبجديات ثقافتنا المجتمعية سينكر على أصحاب هذا الفكر الهزلي الساخر بقيمنا الأصيلة وقيم مجتمعنا الجنوبي المحترم الذي لا يقبل هذا الإسفاف الفكري والعمل الفني الهابط لعدة أسباب
وأوضح أنه "من الناحية الفكرية، فإن الله قد أكرمنا بمبادئ وكرمنا بدين بحفظ حقوق الزوج أو الزوجة في غيابهم وحضورهم فهذا الدين ينهى عن دخول الأخ على زوجة أخيه في غيابه".
وقال آل حماد: "لن أناقش رقصهم بشكل مقزز ﻻيرضاه العربي ذو المروءة حيث قال:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي.... حتى يواري جارتي مثواها يقول ذلك في الجاهلية فكيف به مع الإسلام فلا يرضى اﻵن من لديه أدنى مروءة ذلك الحديث الماجن بين الممثلين وتلك الخلوة المقززة وﻻ الحوار الذي يفتقد لﻻدب مع الله عز وجل ومع الملائكة ولا مع المؤمنين من ذوي الغيرة على اﻷعراض".
وأضاف: "لا أظن أحدا من المسلمين فضلا عن أهل اﻹيمان يرضى بمجلس الشيطان الذي بدأ بكلام وانتهى بقبلة ورقص وحركات أكاد أجزم أنه لا تفعلها امرأة عربية حرة من مجتمعنا إلا أن يكون الممثل تقمص دور المرأة والحديث واضح في لعن الرسول صلى الله عليه وسلم للمتشبهين من الرحال بالنساء والعكس كذلك ولقد جاء ديننا بما يجعل المرآة شبيهة باللؤلؤة المصونة في محارتها ﻻ أن تكون مبتذلة في أيدي الناس يلمسها الغادي والرائح".
وقال آل حماد إن الله "أكرمنا بدين وشريعة تحدد الواجبات والحقوق فﻻ يعتدي أحد على ثوابتنا ولا أعرافنا السليمة ولا ما تعارف عليه المجتمع من قوانين سنها المختصون في اﻻمن واﻹعلام واﻹقتصاد ومناحي الحياة المعاصرة ومنها العبث الكتروني الذي يصل حد الجرائم التي يعاقب عليها بأقصى العقوبات على المستوى المحلي والعالمي".
وحذر أنه "إذا وصلنا إلى مرحلة الممارسات الخاطئة فلكل مقام مقال فالخطأ المقصود والعمد ليس كالخطأ الغير مقصود وكذلك النسيان واﻹكراه ومتى حوسب الفرد على جنايته وحوسب على قدر خطأه صحت نفسه وصح مجتمعه".
واعتبر آل حماد أن "الشابين الممثلين وقعا في خطأ بحق أنفسهم ولم يكرموا أنفسهم كما أراد خالقهم لهم وخالفوا تعاليم ربهم لنبيهم وللعالمين وللإنس والجن أجمعين وخالفوا الذوق العام لمجتمعهم المحافظ على عقيدته والمتخلق بأخلاق الفضيلة والحياء والعفاف والغيرة على اﻷعراض وأخطأوا بحق رجال ونساء الجنوب كافة".
ورأى أن "هذا الهزل بقطاع كبير من مجتمعنا يستدعي وقفة كل من يهتم بأمر المسلمين ومن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه أن يقف ضد ما يجرح معتقداتنا أو شريعتنا أو ما يضر بعلاقاتنا اﻹجتماعية ويعيد دعوى الجاهلية لمجتمعنا الكريم مهبط الوحي ومهد الرسالة ومأرز اﻹيمان".
وشدد آل حماد على أن "هذا الرقص الشاذ عن بيئتنا بهز الوسط بشكل قبيح لا يمارسه إلا أهل الشذوذ اﻷخلاقي والعياذ بالله يستدعي تدخل المسئولين للأخذ على أيديهم وتوجيه الوزارات المعنية بالدعوة والإعلام والتربية والشباب لاستنفار الطاقات والجهود لتطبيق إجراءاتها الوقائية لتوعية وتثقيف المجتمع وكذلك معالجة ما يظهر من مشكلات أو ظواهر اجتماعية تسئ لنا ولديننا العظيم".
وقال آل حماد: "أدعو الشابين ومن أعانهم وشارك في نشر هذا المقطع أن يتوبوا إلي الله عز وجل ،وأن يتذكروا يوم العرض عليه فلا ينفعهم أحد وأن يوجهوا قدراتهم ومواهبهم إلي ما يكون في ميزان حسناتهم يوم القيامة وبما يرضي خالقهم عنهم ويحقق لهم سعادتهم في الدنيا ة الآخرة".