الاختلاف بين الناس سنة كونية من سَنَن الكون .... الله جل جلاله جعل في الاختلاف سببآ للتعايش ...!.
الاختلاف غير الخلاف .... فالاختلاف تباين وتنوع في حياة الناس .... أما الخلاف فهو تفرق السبل بين الناس كل يعتقد انه علي صواب والآخرين مخطئين ....!.
الله عز وجل خلق الناس مختلفين ومن اجل ذلك خلقهم ...( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفون ) ( إلا ما رحم ربك ولذلك خلقهم ) الآيتين ١١٨، ١١٩ سورة هود .
الاختلاف والتباين والتمايز بين الناس من سَنَن الربوبية في الكون . ولأجل ذلك خلقوا ... ليتخذ بعضهم بعضآ سخرية اي يحتاج بعضهم لبعض في حياتهم الدنيوية ...!.
وكان المفروض ان يكون الاختلاف بين الناس سببآ في احترام تباين فهمهم وعلمهم لهذا الاختلاف فلا ينشأ عنه خلاف بين الناس في ما يعتقدوا ... انه صواب ويعتقده الآخرون خطأ ... او انهم يعتقدوا بخطأ اعتقاد الآخرين وصواب رأيهم
..... إن مجرد الخلاف في وجهات النظر بين الناس يفترض فيه انه جزء من حرية الاختيار فيما يعتقد كل إنسان انه صواب او خطأ .... واذا ما حصل مثل هذا الخلاف بين الناس المفروض أن لا يؤدي الي إقصاء الرأي الآخر والتخلص منه
بالقتل والموت .... لان معني ذلك عجز القاتل علي مواجهة المقتول بالحجة ومقارعته بالبينة .. فوجد القاتل انه عاجز علي مواجهة المقتول الا بالقتل والموت .... ونسي القاتل انه انما تخلص من من نفس وجسد المقتول المخالف له في
الرأي والمعتقد .... ولكنه لم يتخلص من فكر ومعتقد المقتول من بعد قتله ... لان الرأي لا يموت وإن مات صاحبه .... وهذه مشكلة الناس في حياتهم ... يعودون للماضي ويسترجعوا منه أسباب الخلاف في الماضي بين الناس .... فبدلآ من
محاولة مواجهته والتصدي له وإغلاق باب الفتنة .... الإصرار علي حله بنفس الطريقة التي حصلت في الماضي عبر التخلص من المعارضين للرأي بالقتل والموت .... وهكذا تستمر عجلة الاقصاء للرأي الآخر عبر التخلص من أصحابه بالقتل
والموت بدلآ من مواجهة الرأي بالرأي ... فكلا الرأيين يحتملا الخطأ والصواب .... وطالما ان كل رأي له نفس الضمانات للرأي الآخر في التعبير عن معتقداته .... وفي نهاية المطاف لا يبقي الا الحق والباطل يزهق ويزول ويموت وان كان
من يعتقد به بالامس لا يزال حيآ .
والإشكالية الكبري ان جميع شئون الحياة ... لها محب ولها كاره ... فالمطر عند نزوله يفرح به المزارع ويكره نزوله من كان يبني بناء تاثر بنزول المطر .... وهكذا هي الحياة بين محب وكاره ... فلا المحب لها له لحق في اجبار من يكرهها
بان يحبها ... ولا للكاره لها الحق في اجبار محبي الحياة علي ان يكرهونها .... فالحق حق ... والباطل باطل ... ولكن يظل الحق عند قوم باطل .... ويظل الباطل عند قوم آخرين هو الحق