ماذا يعنى إغلاق الإداريات الفيدرالية الأمريكية ومدى تأثيره على الاقتصاد؟.. الحكومة تتوقف عن تقديم الخدمات غير الأساسية للمواطنين.. بطالة 380 ألف شخص.. وتوقف راتب 800 ألف موظف.. وشلل فى المزارات السياحية
أخفق الكونجرس الأمريكى فى التوصل إلى اتفاق حول تمويل الجدار الذى يريد الرئيس دونالد ترامب بناءه على الحدود المكسيكية، ما تسبب فى إغلاق الإداريات الفيدرالية صباح اليوم السبت.
وكان من المقرر أن يمرر الكونجرس 12 قانونا لإنهاء أزمة تمويل عدد من الوزارات والدوائر والهيئات الفيدرالية، على أن يتم رفعها إلى الرئيس من أجل التوقيع عليها، لكن باءت المفاوضات بالفشل، ما تسبب فى إغلاق حكومى، فماذا يعنى إغلاق الحكومة فى الولايات المتحدة الأمريكية ومدى تأثيره على اقتصاد البلاد؟!.
نتيجة لرفض المشرعين الديمقراطيين الموافقة على مشروع الرئيس دونالد ترامب بناء جدار على الحدود مع المكسيك، فلن تتمكن عشرات الوزارات والإدارات الفيدرالية من فتح أبوابها اليوم السبت، كما أن موظفيها الذين يقدرون بمئات الآلاف سيضطرون لأخذ إجازات غير مدفوعة الأجر أو العمل من دون أجر طوال فترة الإغلاق.
وإغلاق الحكومة هى حالة سياسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، تتوقف فيه الحكومة عن توفير الخدمات، فيما عدا "الأساسية" منها، وتشمل عادة الخدمات التى تستمر رغم تعطل الحكومة عن العمل كل من الشرطة، ومكافحة الحرائق، وخدمة الأرصاد الوطنية والهيئات التى تتبع لها، وخدمة البريد، والقوات المسلحة، والمرافق، والمراقبة الجوية، والخدمات الإصلاحية، وبقدر ما تطول فترة الإغلاق، تكون النتائج قاسية.
وبدأت السنة المالية الأخيرة بأمريكا فى الأول من شهر أكتوبر الماضى، بالموافقة على 5 قوانين من أصل 12 قانونا، هى: تمويل ميزانية الدفاعية والماء والطاقة، وتمويل القسم التشريعى والمنشآت العسكرية وشئون المتقاعدين، وتمويل وزارات العمل والتعليم والصحة، وأخيرا تمويل الخدمات الصحية والبشرية، فهذه لن تتأثر بالإغلاق، ويعنى هذا أن ذلك سيؤثر على باقى القوانين، أى أن 7 من أصل 12 قانونا يجب المصادقة عليها.
والإغلاق سوف ينطبق على عدد من الوزارات المهمة مثل الأمن الداخلى والعدل والتجارة والنقل والسكن والخزانة، وكذلك وزارة الداخلية التى تدير المحميات الوطنية التى يتوجه إليها عدد كبير من الزوار خلال فترة الأعياد، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويؤدى تعطل الحكومة الفيدرالية عن العمل إلى منح الموظفين الفيدراليين المدنيين أذونات بالغياب، أما الموظفين العسكريين، فلا يمنحوا إذنا بالغياب، لكنهم قد لا يحصلون على أجورهم كما هو محدد.
وقدر البرلمانيون الديمقراطيون عدد 800 ألف موظف فدرالى الذين سيتأثرون بهذا الإغلاق من أصل 2,1 مليون موظف.
وسيصبح نحو 380 ألف شخص فى بطالة تقنية بينهم 95% من موظفى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووزارة السكن، و52 ألف موظف من إدارات الضرائب.
ويفترض أن يواصل نحو 420 ألف موظف آخرين فى الإدارات التى تعتبر أساسية، العمل بدون أن يتلقوا أجورا فورا حسب الديموقراطيين، وبين هؤلاء، 150 ألف موظف فى وزارة الأمن الداخلى التى تشرف على شرطة الحدود والنقل، وأكثر من أربعين ألف موظف فى مكتب التحقيقات الفدرالى (اف بى آى) ووكالة مكافحة المخدرات وإدارة السجون.
ويعود آخر إغلاق لإدارات فدرالية فى الولايات المتحدة إلى يناير 2018 وهو الأول فى عهد إدارة ترامب، وقد استمر ثلاثة أيام، قبل ذلك أغلقت الإدارات غير الأساسية فى عهد باراك أوباما كانت بأكتوبر 2013 وهى الفترة الأطول إذ استمرت 16 يوما، وإن كانت لا تقاس بالإغلاق الذى استمر 21 يوما فى 1995-1996.