هذ رد فيه تصوير لحال بعص الشركات ....جميل في تعقيب على مقال عن مجموعة المعجل
حلاق لديه محل يزاول به عمل الحلاقة مكلفه 100 ألف ريال ويجيب له صافي ربح حوالي 100 ألف ريال في السنة…قرر يدخل سوق المال، فدرس أنظمة الهيئة وعرف إن الشغله لعب في لعب.
قام ورفع رأس مال الحلاق إلى 100 مليون ريال وأعد دراسة لم تقرأها هيئة سوق المال لأنها أصلاً ما هي فاضية. اكتفوا بدراسة مكرر ربحية الحلاق الحالية اللي حسبها لهم بهذا الشكل: بما إن رأس المال 100 ألف ريال فهو قسمه على 10 ألاف سهم بقيمة اسمية 10 ريال للسهم (10,000 * 10 = 100 ألف ريال)، إذاً مكرر الربحية 100 ألف تقسيم 10 آلاف = 10.
قال لهم الآن رأس مال الحلاق 100 مليون ريال، يعني 10 ملايين سهم… وبما إن أرباحه بإزدياد كما أوضحت قوائمه المالية التي أعدت خصيصاً للهيئة (ولم تكن موجودة من قبل) ولديه دراسة جدوى طيبة، فهو ومستشاره المالي يعتقدان بأن مكرر الربحية الطبيعي لمثل هذا النشاط وتماشياً مع مكرر السوق يجب أن يكون حوالي 15. إذاً قيمة الحلاق “العادلة” تكون 15 * 10 مليون سهم، أي 150 مليون ريال. تهز الهيئة رأسها (وأصلاً هم ضاعوا في الحسبة كلها) ويوافقون على طرح 40% من الأسهم للمواطنين بسعر 15 ريال (10 ريال قيمة اسمية و5 ريال حلاوة إصدار).
يقوم يحسبها الحلاق وتطلع معاه بهذا الشكل: 4 ملايين سهم * 15 ريال = 60 مليون ريال، تذهب في جيب الحلاق، ولا يزال يملك 60% من محل الحلاقه.
يأتي واحد مخلص ويصيح على الهيئة كيف عملتوا كذا، يقولون أبداً الحلاق ناجح ومكرر الربحية معقول جداً… وش فيك أنت ما تفهم؟ قال لهم ولكن الحلاق طول عمره عايش على رأس مال 100 ألف ريال، ليش سمحتوا له يطلع إلى 100 مليون ريال؟ وهل محل الحلاقة يحتاج أصلاً 100 مليون ريال؟ قالوا خلك ساكت ما هو شغلك…إذا ما تبغى تكتتب يا أخي لا تكتتب، وحنا ولله الحمد سوق حر واقتصادنا من أكبر الاقتصادات في العالم.
الحلاق حقيقة ما دفع 100 مليون ريال رأس مال، بل احتسب ممتلكات عديدة كأسهم عينية (أمواس حلاقة ومكائن حلاقة وكراسي وغيرها) مع كم مليون ريال تسلفها من حلاقين آخرين حتى ضخم قيمة أصوله كما ينبغي.
زيادة على ذلك، بعد مضي سنتين وانتهاء فترة الحظر على تداول الأسهم، قام الحلاق وزملائه بتداول أسهمهم صعوداً وهبوطاً حتى وصلو سعر السهم إلى 70 ريال وبدأوا يبيعون بين فترة وفترة (لديهم 6 ملايين سهم * 70 ريال = 420 مليون ريال).
العجيب في الأمر إن الحلاق وجد إن ما عاد فيه داعي أصلاً يشتغل ويتعب بشكل يومي، فأهمل المحل وصار ما عاد حتى يعقم أمواسه! وش الله حاده، جاب له الله دراهم عمر أبو جده ما حلم فيها.
هذا مختصر فيلم كوميدي أسود اسمه “سوق الأسهم السعودي وحلاوات الإصدار”… لا يفوتكم!