الحياة لا تخلو من: بث طاقة أو شحن طاقة
فبث الطاقة يكون بالتفكير والعمل بشكل عام
وشحن الطاقة يكون بأمور بعضها دينية وبعضها دنيوية
فمن الدينية: الصلاة والذكر والدعاء، ومن الدنيوية النوم، ومن الدينية والدنيوية التفكر والتأمل.
إن شحن الطاقة بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الروح والعقل والجسد.
وأخطأنا في حق أنفسنا أيما خطأ حين جعلنا بعض أمورنا الدينية كالصلاة مصدرًا لبث الطاقة لا لشحنها.
نلاحظ أنفسنا في صلاتنا ذاهلة البال دائمة التفكير: في الماضي تلوم أنفسها، وفي الحاضر تخطط له، وفي المستقبل تتوجس منه.
فاذا سلمنا من الصلاة شعرنا أننا خرجنا من غيبوبة عن معاني الصلاة، ومعركة مع الهواجس، ولم تزدنا الصلاة راحة، بل إرهاقًا على إرهاق؛ لأن استبدلنا الشحن بالبث.
وكانت "أرحنا بها يا بلال" من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفًا دقيقًا لمعنى الشحن، ففي الصلاة "الله أكبر" تصغّر في نفوسنا كل كبير في الدنيا، وفيها قرآن يسري كالم على جراح النفوس، وفيها دعاء يستمطر الرحمة، ومناجاة تبث الطمأنينة، وخضوع يلف الروح بمهد الأمان، ورجاء، وأمل، وتفاؤل، وحسن ظن بالله .. حتى إذا خرجنا من الصلاة شعرنا أننا ولدنا من جديد .. فأنت مغبوط أنك تولد كل يوم 5 مرات أو أكثر.
فبالله لا تزد شقاءك في صلاتك .. فالناس يسافرون بأبدانهم لينسوا همومهم وراء ظهورهم، فسافر بقلبك في صلاتك، واطّرح هموم الدنيا خلفك، فما أعطانا ربنا الصلاة لنشقى.