صحيفة المرصد: مازالت وسائل الإعلام تتحدث عن شيوع زواج لاجئات سوريات لاسيما القاصرات في بلدان لجئن اليها بعدما فررن من بلدهن الذي يشهد اعمال عنف، يشجعهن على ذلك عروض تقدم لهن تتضمن عروض الاستقرار والمال، اذ توافق اسرهن على تلك العروض بهدف الستر لهن، والتخلص من اعباء معيشتهن، بل ان هناك، بحسب شهود عيان، من يطلب مهورا بمبالغ معينة لغرض دعم (الثورة) .
وحسب بعض المؤشرات، فان هناك اقبالا على تزويج الفتيات السوريات لاسيما القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 14 او 15 من العمر.
حرائر لا سبايا
الكاتب عبد الباري عطوان عالج الموضوع في مقال له حمل عنوان ( لاجئات سورية حرائر لا سبايا )، في صحيفة القدس العربي اللندنية، مشيرا الى ان "الصحف الاردنية، تحدثت عن بعض رجال دين طلقوا نساءهم من اجل الزواج من لاجئات سوريات، كما تحدثت مواقع عراقية عن اجبار بعض اللاجئات السوريات على زواج المتعة" .
يقول عطوان " هؤلاء المتاجرون بالدين،وهو منهم براء، كرروا الأمر نفسه اثناء مأساة البوسنة، حيث هرعوا لاقتناص البوسنيات الأرامل منهن او العذارى، الاخوات في الدين، ثم تخلوا عن معظمهن، والذريعة نفسها، اي ستر هؤلاء الاخوات في الاسلام" .
ويردف عطوان " الزواج سترة، لا احد يجادل في ذلك، والفتاوى التي تصدر في مساجد دول عربية آخرها في الجزائر، حيث تدفق بعض اللاجئين لعدم وجود قيود على دخول السوريين، امر حميد، لكن ما يثير الريبة والشك والحنق ايضا، هو استغلال الظروف المعيشية لهؤلاء وزواج شيوخ متقدمين في السن من فتيات قاصرات دون سن الخامسة عشرة" .
و يطَّرِدُ حديث عطوان " اللاجئون السوريون لم يذهبوا الى الاردن ومخيمات اللجوء البائسة فيه من اجل تزويج بناتهم لكل باحث عن المتعة بأرخص الأثمان، وانما من اجل عيش كريم، وضيافة معقولة توفرها دول عربية ثرية تدعي دعم الثورة السورية، والحرص على الشعب السوري وأمنه وحريته وكرامته".
ويشير عطوان الى ان "دولا عربية سنت قوانين لمواجهة ظاهرة الرق الابيض تحت غطاء الزواج تمنع تسجيل اي عقد زواج عندما يكون الفارق في السن بين الزوجين اكثر من خمسة وعشرين عاما، ونأمل ان تسن الحكومة الاردنية قوانين على وجه السرعة للتصدي لهذه الظاهرة".
ويعتبر عطوان "الزواج من قاصرات استغلالا لظروف اهلهن المعيشية في مخيمات اللجوء هو اغتصاب يجب ان يوقف فورا، ويجري تقديم المقدمين على هذه الجريمة الى القضاء العادل".
ان التضامن مع الشعب السوري، بحسب عطوان، اول ابجدياته توفير العيش الكريم اللائق لأبنائه وبناته، فهذا الشعب العزيز الأبي وقف دائما الى جانب شعوب الأمة وقضاياها، وقدم الشهداء، ولا يجب ان يعامل بهذه الطريقة، خاصة اقفال الحدود في وجهه، ووضعه في مخيمات تفتقر الى ابسط المتطلبات المعيشية الانسانية.
الزواج من سوريّة نازحة
وتحت عنوان ( الزواج من سوريّة نازحة )، كتب محمد العصيمي في صحيفة اليوم السعودية، عن " تسابق (المجاهدين) ليغبروا أقدامهم في مواطن اللجوء والنزوح السورية معلنين استعدادهم للزواج من سوريات قاصرات يبحثن عن الستر".
وتنشر ظاهرة الزواج من نساء سوريات الى درجة ان صاحب صفحة (سوريات مع الثورة)، أعلن لزوار صفحته، الساعين بمنتهى (الحميمية) خلف شهواتهم، "عدم قبول أي طلبات زواج راجيا من الجميع ألا يرسلوا هذه الرسائل (لأنه الوقت مو وقت زواج عنا.. سوريا في حالة حرب) " .
وبحسب العصيمي فان الثمن الذي يدفع في (حورية) من (حوريات) سوريا لا يتجاوز 500 إلى 1000 ريال سعودي، كما يقول بعض الأردنيين الذين يشاركون الخليجيين هذه المرة في جهاد الشهوات .
وأحكم العصيمي فكرته بالسؤال "أي أمة هذه التي يطفئ أحزان بناتها نيران شهوات أبنائها؟ وأي خدعة أو تبريرات يرتكبها هؤلاء المستغلون لحاجات أخواتهم في القومية والدين فيتسابقون إلى شرائهن في سوق نخاسة النزوح الإجباري والحاجة المرة لسقف يأوي فتاة بريئة زائغة البصر من هول ما رأت من القتل والتشرد؟ " .