العمل هو الحياه والنشاط نعمه والخمول والكسل هو الموت
اعحبني ما كتب
محمد أحمد الحساني
صحوت ذات صباح في الساعة السادسة لأداء صلاة الفجر في إحدى العواصم الأوروبية ثم خرجت فرأيت في الشارع حركة غير عادية... سيارات وقطارات ودراجات نارية، فسألت عن الأمر قيل لي إن هؤلاء يتحركون باكراً للاتجاه إلى أعمالهم التي تبدأ في الثامنة والنصف أو التاسعة صباحاً وأنهم يتحركون بالملايين في الشوارع والجسور والطرق السريعة فمنهم من يغادر العاصمة إلى مدن صغيرة فيها المصانع والمزارع والمجمعات الإنتاجية، ومنهم من يأتي إلى العاصمة من المدن الصغيرة لأن مكان عمله في العاصمة، وأن رحلتهم اليومية إلى أعمالهم تستغرق ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات.
ولذلك فهم يستيقظون مبكرين في الساعة السادسة أو قبل ذلك لتناول الإفطار ومن ثم الانطلاق على دروب العمل والحياة، حيث لا مجال لخامل أو كسول أو متلاعب يأتي متأخراً كل يوم بدعوى أن النوم قد أخذه!!
ولذلك تراهم ينامون مبكرين أيضاً فلا تحل الساعة العاشرة مساءً إلا وهم نيام صغارهم وكبارهم وطلبتهم ونساؤهم ورجالهم ولا يبقى في الشوارع إلا الدُشّر والسياح والعاملون في الملاهي ومرتادوها من الضايعين!
وقارنت بين أوضاعهم وبين أوضاع أقوام آخرين يسهرون بلا سبب ويقومون -إن قاموا- كسالى أنفسهم شينة ويتحركون ببطء إلى أعمالهم وكأنهم ذاهبون إلى سجون «جوانتانامو» والويل لأي مراجع إن وجدوه أمامهم ينتظر تشريفهم الذي يتأخر عادة عن موعد بدء الدوام ساعة أو على الأقل نصف ساعة، والحديث هنا عن الموظفين العاديين، أما كبارهم من المديرين والمديرين العامين فما فوق فإن بعض «سعادتهم» لا يحضرون إلا بعد العاشرة ثم قد ينشغلون في اجتماعات رهيبة حتى مطلع العصر الكاذب!، ولذلك فلا عجب أن يكون هناك تقدم وإنتاج ونمو وأن يكون في أماكن أخرى كسل وفشل وملل أو بطء نمو وفساد في الأرض والجو، لأن التربية مختلفة وبيئة العمل مختلفة.
وقدرت وقد تأملت في الفارق بين الفئتين أن نوم الكسالى ربما كانوا أحفاداً للشاعر العاشق الكسول الذي قال ذات يوم:
سألت الله يجمعنى بليلى
أليس الله يفعل ما يشاء!
ويأتي عارض يهمي علينا
فلا صيف يمر ولا شتاء!!
فمن كان جدُّهم مثل ذلك الشاعر فلا عجب أن يكون ديدنهم الكسل والخمول؟!