النصارى(الميلادي)، وأعلم أن هناك أممًا من المسلمين قد توارثته منذ مائة عام، فصار ميقاتها ومواقيتها!
ومع هذا فإنّ التذكير بهويتنا وإرثنا الديني والثقافي لازمة، لعل من أقل فوائدها هو بقاء القضية مثارة في النفوس، وراسخةً في العقول.
إنّ المسلم الواعي يعلم يقينًا أن الاحتفال بمولد ابن لله-تعالى الله وتقدس- هو في أقله: غباء، وهوان، وتبعية، وسذاجة، ونقص ديانة!
وإنّ المسلم الواعي يدرك آثار التغلغل الثقافي في حياته ويومياته من ثقافة وهوية لا تمثلانه وتناقضان معتقده، وأنه سبب وصورة عن المسخ الخطير للشخصية المسلمة المستقلة والمستعلية بإيمانها.
وهذا ما فطن له الخليفة الثاني الملهم(عمر بن الخطاب)؛ إذ إنه قد استعمل التأريخ الهجري عنوانًا وتمايزًا للأمة الجديدة العظيمة، متحاشيًا في الوقت ذاته تواريخ الأمم الكفرية السالفة.
لا تظن -أخي القارئ- أن الأمر بسيط عابر لا أثر له على الشخصية الثقافية والهوية الدينية؛ لأنك إن قلت ذلك فسيكون الإفرنج أذكى منك وأمهر؛ إذ إنّ نبذ هذا التاريخ كان من شروطهم على الدولة العثمانية في تحديث جشيها، وكذلك كان من شروطهم على خديوي مصر لدعمه ماليًا في قناة السويس!
والأهم مما سبق: ما التأريخ الذي اختاره الله لعباده؟
"هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب".
فاختيار الله -تعالى- لعباده هو الحق، وقد اختارت الشريعة الحساب القمري عمدة للصوم والحج والأعياد والعدة للمرأة.
وختامًا؛ فإني أعلم صعوبة التخلص من تأريخ النصارى في كثير من بلدان المسلمين؛ ولكن نكتفي بالقليل: تذكر التأريخ الهجري، واحذر الاحتفال بأعياد الكفّار، ونمّ في أبنائك والأجيال اللاحقة أهمية استرداد واستقلال هويتنا الثقافية: في التشريع والتأريخ واللباس ... وغيرها من أطلال شخصيتنا المسلوبة!