بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك اذْكُرُوا اللَّهَ سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ ردد .. معـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي..
التطفيف في الشريعة دعوة لفهم كتاب الله وتدبر آياته
قال الإمام البخاري (رحمه الله تعالى): بابُ قولِ اللهِ تعالى : ﴿أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ○ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ○ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. وقال ابن عباس: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾ قال: الوُصُلاتُ في الدنيا.
قال العلاَّمة العثيمين (رحمه الله تعالى): قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: بابُ قولِ اللهِ تعالى: ﴿أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ○ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ○ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. هذه الآية -بل الآيتان- في سياق جزاء المُطفِّفين الذين إذا اكتالُوا على الناس يستوفون، وهذا لا بأس به، إذا اكتالُوا على الناس يستوفون لا بأس به؛ لأنَّ هذا هو حقُّهم، لكن: ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ يعني: إذا كالُوا لهم أو وزنُوا لهم يُخسرون (يعني: ينقصون)،
فهم يطالبون بحقوقهم ويهضِمون حقوق الناس، وهذا غاية الجَور،
لو أنهم لا يطالبون لا بهذا ولا بهذا كان أهون، ولو كان يعدِلون بهذا وهذا لكان حقّاً، لكن كونهم يُريدون حقَّهم كاملاً وينقصون، هؤلاء هم المُطفِّفون. واعلم أن هذا على سبيل المثال -أعني: ذِكْرَ الكيل والوزن على سبيل المثال- وإلا فكل مَنْ كان ينقص حقَّ غيره ويُطالب بحقِّه كاملاً فهو من المُطفِّفين، حتى في مسائل العلم: لو أن شخصاً أراد أن يُقارن بين قولين، وصار ينصر قولَه ويأتي بالترجيحات الكثيرة، ولكنه يهضم قول غيره ولا يَعرِضه كما يَعرِض قولَ نفسه فهو من المُطفِّفين، كذلك الإنسان الموظَّف الذي يبخس الوظيفة حقَّها فيتأخر في الحضور أو يتعجَّل في الخروج أو لا يُعطي العمل حقَّه في حال تلبُّسِه بالعمل وهو لو يَنقُصُه درهم واحد من راتبه لطالب به، هذا أيضاً من المُطفِّفين، فالضابط أنَّ المُطفِّف من يُريد حقَّه كاملاً ويهضِم حقَّ غيره]. اهـ المراد
(صحيح البخاري - شرح كتاب الرقاقالشريط 9 أ ).
وهذه بعض الأمثلة التي تبين كيف أن هذه الآية هي عامة في جميع الحقوق
المطففين على أصناف فمنهم: ـ موظف يطلب الراتب كاملاً، لكنه لا يعطي الوظيفة حقها دواما وعملا. ـ مدرس أو معلم يريد من التلاميذ أن يحترموه ، وهو لا يلين لهم، ولا يعطي الدرس حقَّه. ـ صاحب يريد من صاحبه أن يكون له مثل العسل، لكنه يعامل صاحبه بما هو مر كالحنظل المعاشرة والتعامل بين الزوجين: فقد قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) أي ليعاشر كل واحد منكم الآخر بالمعروف فمن ماطل بالنفقة أو منعها فهذا نقول له: إنك داخل في هذه الآية : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ).
ـ رجل استأجر أجيراً، فاستوفى الحق منه تاماً لكنه لم يعطه الأجرة كاملة .
كل هؤلاء مطففون ؛ لأنهم يستوفون حقوقهم كاملة ، ولا يعطون الحق الذي عليهم كاملاً.
فماذا ينتظرهم يوم القيامة؟
انه الوعيد الشديد (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من الناجين حين يقوم الناس لرب العالمين ،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.