النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) يمثل خدمة مجانية يعرفها الكثيرون منا ويستفيدون مما تقدمه من فائدة هائلة خاصة لمحبي الرحلات والسفر والتنقل, فضلا عن كونها أحد المكونات الأساسية للطائرات والسفن التي باتت تعتمد اعتماد شبه كلي على هذة التقنيات المتقدمة لتحديد المكان,
و لكن نسبة أقل من مستخدمي تقنيات الGPS يعرفوا أن هذة الخدمة تقدم الينا عبر مجموعة من الأقمار الصناعية التي أطلقها الجيش الأمريكي لأول مرة في السبعينيات من القرن الماضي و التي كانت مخصصة بشكل حصري للاستخدامات العسكرية الأمريكية, و لكنها أتيحت للاستخدام المدني العام بحلول العام 1983. و هذا النظام العالمي لتحديد المواقع يقدم خدماته بالاعتماد على 24 قمر صناعي تدور حول الكرة الأرضية و تصل التكلفة السنوية لإدارة النظام بما في ذلك استبدال الأقمار التي ينتهي عمرها الافتراضي الى 750 مليون دولار أمريكي كل عام تتكفل بها الحكومة الأمريكية.
لكن الجديد اليوم, أنه يبدو أن الروس قد ضاقوا زرعا بالسيطرة الأمريكية على تقنيات تحديد الأماكن, أو لنقل يبدو أنهم يرغبون في استعادة أيام المنافسة الشرسة بين الاتحاد السوفيتي و أمريكا خاصة في مجال الفضاء في أيام الحرب الباردة. فوفقا لوكالة أنباء REUTERS العالمية, فإن روسيا قد أتمت بالأمس إطلاق صاروخ يحمل 3 أقمار صناعية لتكمل بذلك إنشاء نظام متكامل لتحديد المواقع عالميا لينافس نظام الGPS الأمريكي. وفقا لوكالة الأنباء فإن النظام الجديد و الذي حصل على الاسم Glonass في الوقت الحالي يغطي روسيا فقط و يدار بواسطة الجيش الروسي, و سيتم مد تغطية النظام ليغطي العالم أجمع و فتحه للاستخدام المدني العالمي بحلول العام 2009.
مسؤولون حكوميون روس علقوا على التشغيل الرسمي لهذا النظام بقولهم أن هذا النظام قد تم إطلاقه ليكون بديل لنظام الGPS و الذي تتحكم فيه الحكومة الأمريكية بشكل كامل و يمكنه إغلاقه عن المستخدمين المدنيين في أي لحظة و أن الحكومة الأمريكية قد فعلت ذلك فعليا خلال حرب العراق الأخيرة.
بوجهة نظر شخصية, أرى الخطوة في صالح المستخدم في كل مكان حول العالم, و أعتقد أن العامين القادمين سيشهدان تغيرا عالميا كبيرا بزوال الاحتكار عن أحد المجالات التي لم يكن المرء يتخيل أن يزول الاحتكار عنها و هو ما يصب بالنهاية لمصلحة المستخدم و يفتح الطريق لاطلاق خدمات جديدة…