غاية الشعب من الحاكم..مهما اختلفت أسماؤه .. ملك .. رئيس .. أمير .. سلطان .. هي تحقيق الاستقرار والبناء.
الاستقرار الذي من لوازمه القوة للخارج والأمن للداخل..ومن لوازم الأمن العدالة..ومن لوازم العدالة الشورى..أما البناء فإن من أهم عناصره توفير التعليم والصحة وفرص العمل.
وكل هذه الأمور..متحققة أمام أنظار السعوديين..ويشهدون بها..ويتلمسونها..بل يسهمون فيها ويعيشونها واقعاً يومياً في حياتهم..ولعل الذين في عمري فقط قد شهدوا تلك التغييرات الهائلة المتلاحقة التي نقلت الأجيال من الجهل إلى العلم ومن الفقر إلى الرفاه ومن التخلف إلى مصاف الدول العشرين الأقوى في العالم..ولذلك فإن السعوديين لا يأبهون ولا يلتفتون مطلقاً لكل الدعوات التي تحاول شق الصف بينهم وبين حكامهم..لأنهم يدركون تماماً بأن الحكام يعملون ليل نهار لتكون السعودية أكثر قوة.
إن الترويج المستمر لعدالة الديموقراطية لا يغري السعوديين وهم يرون العدالة متحققة في وطنهم..كما أنهم يسخرون كثيراً من الدعوات إلى حرية الرأي والتعبير التي تصدر من أوروبا أو أمريكا اللتين تحرمان مجرد الحديث عن محرقة النازية وتسجنان من يشكك بها مجرد تشكيك سنوات طويلة وتتحدثان عن مجازر الإسرائيلي المحتل بأنها دفاع عن النفس..أو تلك التي يروج لها إعلاميون عرب لا يستطيعون الحديث حتى ولو همساً عمَّا يجري بحوار محطتهم الفضائية من جور وقهر وانتهاك للحريات.
إن النجاحات التي تحققت لهذه الدولة بقيادة آل سعود..لا يمكن أن يفرط فيها السعوديون بسهولة كما يتوهم البعض..ونفس هذه النجاحات أصبحت مصدر قلق لكل المتربصين بهذه الدولة..سواء من الراديكالية المتطرفة أو الليبرالية المزيفة..ولذلك فإننا لا نستغرب كسعوديين الحملات الإعلامية الدعائية التي سعت وتسعى طوال السنين لتشويه صورة السعودية والإساءة إليها..كما أننا لا نستغرب من توجيه الاتهامات ضدنا في قضايا ومناسبات كثيرة أثبتت الأيام براءتنا منها..وليست قضية اختفاء المواطن جمال خاشقجي ببعيدة عن هذا السياق.
لكن المختلف هذه المرة..هو كثافة الحملة الإعلامية الدعائية المعادية التي تاجرت بهذا الموضوع وقفزت إلى النتائج وأدانت وهددت..حتى قبل أن تنتهي الدولتان المعنيتان ( تركيا والسعودية ) من التحقيق الذي يجري حالياً..تلك الحملة التي تورطت فيها وسائل الإعلام المعادية تقليدياً للسعودية..أو تلك التي عرفت برصانتها ولكنها تخلت عنها لأغراض في نفس يعقوب..كما تورط فيها سياسيون مناصرون لقوى الشر والظلام في هذا العالم..وآخرون يسعون فقط لتحقيق أهداف داخلية لحملاتهم الانتخابية.
فإذا عرفنا أن السعودية التي لم تعترف بإسرائيل حتى اليوم..وعارضت أن تكون القدس عاصمة لها..وعارضت ما يسمى بصفقة القرن..وقطعت علاقتها بإيران وقطر..وصنَّفت الأخوان المسلمين وحزب الله والحشد الشعبي كمنظمات إرهابية..وناصرت الحكومة الشرعية في اليمن..وطاردت الإرهاب وقضت عليه داخلياً وتساعد في القضاء عليه خارجياً..وقبضت على العملاء المرتبطين بكل أولئك..المنفذين لأجنداتهم في الداخل..وأعلنت رؤيتها 2030 التي ستظهر من خلالها كقوة اقتصادية هائلة في المنطقة..وأعلنت مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي ستغير وجه السعودية التقليدي إلى واجهة حضارية..إذا عرفنا كل هذه العوامل أدركنا الدوافع التي جعلت وستجعل كل هؤلاء ضدنا.
إنه الخوف من أن تصبح السعودية دولة قوية..خاصة وأنهم يرون أمامهم شاباً قوياً طموحاً اسمه محمد بن سلمان. لقد أصبح هذا الشاب دماً في ضروسهم .. ومغصاً في بطونهم .. وصداعاً في رؤوسهم .. وما علينا إلا أن نتابع شراسة الحملة ضده من هؤلاء لنعرف أنه يسير في الاتجاه الصحيح .. الاتجاه الذي بدد كل أمانيهم .. وقضى على جميع مشاريعهم الخبيثة في المنطقة .. وأولها الخريف العربي .. الذي حلموا بأنه سيطال السعودية يوماً ما.
إن الذين استغلوا اختفاء مواطن سعودي وقفزوا إلى النتائج والإدانة..لا يهمهم ذلك المواطن أبداً..ولا يأبهون به ولا بقضية اختفائه..وإنما يسعون جاهدين إلى الإطاحة بالقائد البطل الفذ محمد بن سلمان.
يقول عميل المخابرات البريطانية فيصل القاسم: ( هل يفعلها ولي العهد ويتنازل من أجل حل الأزمة؟).
أما عميلة الأخوان توكل كرمان فتقول: ( خيارات الحل محدودة للغاية..إما تغيير النظام عبر ثورة يقوم بها الشعب..أو تغيير الملك وولي عهده ضمن إصلاح تقوم به العائلة الحاكمة).
ويقول الحرباء عبد الدينار محمد الهاشمي: ( أتثقون في شاب أرعن مرغ سمعة السعودية في التراب؟!).
أما العميل القطري صاحب قناة الحوار المدعومة من قطر عزام التميمي فيقول: ( إن الخيار الوحيد أمام آل سعود هو إسقاط محمد بن سلمان).
إنهم يتمنون اليوم الذي يرون فيه اختفاء محمد بن سلمان من الوجود..بل وزوال حكم آل سعود..ولكن الشعب السعودي يخيب آمالهم في كل مرة..ويثبت في استفتاء شعبي مجاني تلاحمه مع آل سعود واصطفافه خلفهم ودفاعه المنقطع النظير عن مليكه وولي عهده.
وستبقى المملكة العربية السعودية بمشيئة الله تعالى آمنة مطمئنة قوية بوعي شعبها وعدالة حكامها..وليخسأ الحاقدون.