حدث قبل سنوات حادثة طريفة حصلت فعلاً في إحدى أرياف القصيم ونقلت بعض تفاصيلها "الرياض"، وهي قصة رجل "من الطيبين" عزم على الزواج من الثانية، لكنه وجد صعوبة في مصارحة زوجته الأولى التي كان يحبها ويعرف أيضاً مقدار محبتها وتمسكها به، لكن ظروفاً دعته للزواج من أخرى، حيث استكمل فعلاً اجراءات عقد القران، وجلب "العفش" الذي كان يسمى "الكسوة"، وهو عبارة عن ملابس للعروس وأقاربها من ذهب وعطور واحتياجات أخرى.
وعندما عزم على إخبار زوجته بما أقدم عليه قبل موعد فرحه بيومين، بدأ بتذكيرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من تسع، وأن الزواج من الثانية لا يعني عيباً في الأولى، وفي هذه الأثناء بدأت تساورها الشكوك فقالت له: يا "مبارك"، "أنت انهبلت؟"، "وش ناوي عليه؟"، وبعد شد وجذب وتلميحات قال لها: يا "مزنة" الله لا يعوق بشر أنا زواجي بعد يومين، كل هذا وكانت تعتقد أنه لا يزال يمازحها إلى أن أحضر عقد الزواج ورماه في حجرها، الذي ما أن رأته حتى شهقت وسقطت تتمرغ على الأرض في حالة "هستيريا"، ولم يحتمل الموقف فسقط هو الآخر إلى جوارها ودخل في حالة "تشنج"، بقيا إلى جوار بعضهما إلى أن نقلا معاً إلى المستشفى بسيارة واحدة لتلقي الإسعاف، مكثا هناك عدد من الساعات، لتنتهي فصول القصة بمفاجأة مبهجة بالنسبة لها عند ما بدءا يستعيدان وعيهما، وذلك مع إعلانه الرجوع عن الزواج، وتحويل الصوغ وبقية المشتريات لتكون من نصيبها، وأتبعه أيضاً بإعلان طلاق الثانية، ليكون الم الشافي الذي جعلها تنهض فوراً وتغادر سرير المرض وهي بكامل عافيتها.
في إحدى مناطق الجنوب وفق ما ذكر لي أحد أصحاب الفضيلة القضاة، الذي نظر القضية نفسها واستمرت عدة سنوات، وهي قصة زوج فاجأ زوجته بخبر ارتباطه بالثانية، فاستدرجته إلى غرفة النوم، ثم جرحته في "منطقة حسّاسة"، وعندما داهمتها الشرطة رمت نفسها من الدور الثاني، وكانت النهاية المؤلمة للإثنين أن تسببت في تعطيل قدراته كرجل، بينما أصيبت هي بشلل نصفي نتيجة السقوط، فعاشا بقية حياتها على عربة الإعاقة، وهو من يدفع بها!
زوجة أظهرت تقبلها للخبر كأمر واقع عندما أخبرها شريك حياتها بقرب موعد زواجه، وعندما حان موعد لبس لباس الفرح والاستعداد إلى التوجه لصالة الافراح، استدرجته هي الأخرى وتعاونت مع ابنتها في سحبه بالقوة إلى غرفة مخصصة لتربية الدجاج، ثم أغلقن عليه الباب وغادرن المنزل، وقتها لم يكن قد انتشر الجوال، مما جنبهن معركة حتمية لمصادرة الجهاز لو كان يحمل هاتفاً بالفعل، وبدلاً من المبيت في غرفة العروس قضى ليلته في غرفة الدجاج، هذه القصة ليست من نسج الخيال فقد اطلعنا على تفاصيلها ولخصناها على شكل خبر غريب وطريف نشرته "الرياض" قبل أعوام.