الهواتف الذكية تشغل الزوجات عن مهامهن المنزلية اختصاصية تحذر من نشر أسرار البيوت عبر "الواتس أب" برامج المحادثة على الأجهزة الذكية تستنزف وقت الكثير من السيدات (الوطن)
المدينة المنورة: خالد الجهني 2012-09-04 12:45 AM بات برنامج المحادثات "الواتس أب" أحد الأسباب الرئيسية – حسب الأزواج – لانشغال زوجاتهم عن مسؤوليات المنزل والحديث مع صديقاتهن لساعات طويلة، فيما تسلم زمام مسؤوليات المنزل للعاملة المنزلية. المواطن فهد بن تركي اشترى قبل عام جهاز هاتف ذكيا هدية لزوجته طمعا في تقريب وتلطيف الأجواء المتوترة بينهما، ولم يكن يعلم أن ذلك الجهاز سيزيد من التوتر بينهما، بعد أن أصبحت تقضي الزوجة ساعات طويلة تتابع رسائل "الواتس أب". ويقول فهد أهديت زوجتي هدية بمناسبة مرور عشرة أعوام على زواجنا جهازا جديدا، وتحولت الهدية إلى سبب رئيس للمشاكل بعد أن حملت زوجتي برنامج محادثات لتشترك في جروبات مع صديقاتها من الأسرة وخارجها وتقضي ساعات طويلة ممسكة بذلك الجهاز. وأضاف: زاد إهمال زوجتي لتنفيذ طلبات المنزل ورعاية الأبناء بعد إدمانها لتلك الرسائل، وحاولت إقناعها بخطورة الوضع وأن الاستمرار فيه سيؤدي إلى الطلاق ولم تلق بالا لكلامي. وقال "استغللت فترة العيد وذهبنا إلى منزل أهلها وعندها طلبت منها أن تختار بيني وبين جهاز الهاتف ولكنها لم تصدق ذلك، وبعد أن أخبرت والديها بفحوى المشكلة طلبت مهلة للتفكير، وبين أن زوجته ما زالت تفكر بكبرياء منها بين الفصل بين اقتناء ذلك الجهاز أو الطلاق وهو ما زال ينتظر الرد منها. ويقول فيصل الجهني كانت زوجتي في السابق تثير المشاكل والقلاقل عند تأخري عن المنزل ولكن بعد اقتنائها جهازا ذكيا ارتحت من تلك المشاكل بعد انشغالها مع جروبات الصديقات. وأضاف الجهني: نتبادل رسائل الـ"واتس أب" مع البعض، وتحولت زوجتي إلى وجهة أخرى بعد ذلك بالتنقل بين المواقع الاجتماعية تنقل بعض طرق التعامل مع الأزواج وغيرها من البرامج المفيدة اجتماعيا. وتقول أم مها: إنها كانت تتابع زوجها وهو يقضي ساعات طويلة مع ذلك الجهاز في المنزل وأثناء قيادة السيارة وحتى في الأسواق، وأضافت: اشتريت الجهاز قبل ستة أشهر واليوم أنا وزوجي مدمنان على ذلك الجهاز الذي أرهقني نفسيا وصحيا، حيث اضطررت إلى شراء نظارة طبية، وبينت أن ذلك يؤثر على الأسرة ويزيد من تفككها بعد انشغال كل فرد من الأسرة بجهازه. ويقول أبو محمد: لدي أربعة من الأبناء وكل واحد لديه جهاز وتجدنا في المنزل كل واحد في غرفة أو زاوية ويضحك بعض الأحيان بمفرده. ويشير إلى أن زوجته تصحو بعض الأحيان من نومها وتتابع تلك الرسائل بل إنها تسهر حتى طلوع الشمس بعض الأحيان. ومن جانبها أشارت الاختصاصية الاجتماعية بجامعة طيبة أمل عياد الجهني إلى أن كثيرا من الأشخاص يقع ضحية لإدمان تلك المواقع فتصبح هي الواقع اليومي الذي يقضي فيه الشخص ساعات طويلة، ولا يقتصر هذا الكلام على الشباب فقط، إنما يشمل الموظفين في مقر عملهم، وحتى ربات البيوت فكثير من الأمهات يسلمن زمام البيت للعمالة المنزلية في حين تتفرغ هي للتواصل الاجتماعي عن طريق برامج "واتس أب" وغيرها، وبعض السيدات لا يتورعن عن نشر أسرار بيوتهن وأي حدث يحصل لهن أو لعائلتهن في رسائلهن الشخصية، لتظهر تلك الرسالة لجميع جهات الاتصال لديها، ويرى البعض أن هذا شيء عادي، وأضافت الجهني: ما حاجة الناس لمعرفة أن زوجك قد ترقى؟ أو أنك على خلاف مع شخص معين؟ بالإضافة إلى الهوس المبالغ فيه بتصوير كل شيء من أطعمة وملبوسات ومشتريات لتبادلها عبر برامج التواصل الاجتماعي. وقالت: إن من سلبيات برامج المحادثات بالهاتف إعاقة التواصل بين الوالدين والأبناء، وبين الزوجين، حيث تصبح العلاقة بينهم سطحية كل ذلك من أجل قراءة رسائل من أشخاص بعيدين، قد يكون بعضها مكررا والبعض الآخر غير مفيد، وانتشار كثير من الشائعات والمعلومات الخاطئة وإضاعة الوقت فيها، إضافة إلى تأثر كثير من الشباب بالمحتويات المتداولة عبر تلك البرامج، فقد أصبح الكثير من اﻟﺸباب ذكورا وإناثا لا يفرق ﺒﻴن السلوك الأﺨﻼﻗﻲ المقبول والسلوك ﻏﻴر الأﺨﻼﻗﻲ، كمصطلح "الفله" الذي انتشر بينهم مؤخرا وأصبح له مفهوم واسع جدا، فقد أصبحت هذه الكلمة تطلق على أي فعل متهور غير مسؤول. يعني (خليك فله، خليك كول) وهناك الكثير من هذه المصطلحات التي تهون أي فعل في عين الشباب حتى لو كان هذا الفعل خاطئا وغير مقبول. وأشارت الجهني إلى أنه كما لتلك البرامج سلبيات فلها أيضا بعض الإيجابيات، فهي تتيح للفرد التفاعل ﻤﻊ ﻏﻴرﻩ ﻤن الناس، طبعا هذا التفاعل أقل فعالية من التفاعل المباشر وجها لوجه، أو الاتصال الهاتفي إلا أنه يتيح فرصة كبيرة لتبادل الآراء والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين. بالإضافة إلى الدور اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻜﺒﻴر جدا اﻟذي تلعبه تلك المواقع في ﺤﻴﺎﺘنا وﺘﺤدﻴدا إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺒﺎدل وﻤﺸﺎرﻜﺔ الفيديوهات والصور الخاصة بالعائلة والأصدقاء، خاصة في حال إقامتهم في أماكن متباعدة، أيضا المجموعات الدراسية التي تساهم بشكل كبير في توحيد مصادر المعلومات والتواصـل المثمر بين الطلاب.