السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
هذه رسالة لي أولاً ثم لأخواني في المنتدى الكريم
إذا أردت راحة البال ونزول الطمئنينة في صدرك فعليك بقرآءة القرآن أولاً ثم قرآءة سيرة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وأصحابه من بعده .. فولله من تمعنها جيداً ليرى أثرها في سلوكه وتصرفاته ....
كانت تبادر في ذهني أسأله كثيرة جداً ومحيرة .. ومن ضمنها كيف أستطاع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام أن يصلوا بهذا الدين الإسلامي إلى ماوصل به الأن من إنتشار بالرغم ماكان عليه حالهم من فقر وجوع وقلة العدة والعدد!!!!!
إضافة لقوة أعدائهم من الفرس والروم وغيرهم من الأمم
ولكن حينما تقرأ سيرتهم وتاريخهم المليئ بالأحداث والصفات خصوصاً سيرة نبينا محمد والخلفاء الراشدين تجدها زاخرة بالتقى والورع والزهد وقوة اليقين والتوكل على الله والعدل والصدق والأمانة ،، أيقنت حينها سبب تلك الإنتصارات والفتوحات التي ملئت الأرض من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها
بالله عليكم أقرؤا سيرة الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه والله لتصاب عقولكم بالذهول والعجب من ما تحمل من صدق العمل وقوة اليقين وسمو الرسالة التي يحملها .. والمواقف كثيرة ولكن سأختصرها بموقف واحد فقط لكي لا أطيل
من المعلوم أنه رضي الله عنه قبل أن يتولى الخلافة نشأ في أسرة ثرية ولَم يكن لباسه إلاّ الحرير
وبعد أن تولى الخلافة خيّر زوجته إما الدنيا وإما عمر بن عبدالعزيز ... فأختارت الخليفة عمر بن عبدالعزيز وجُرِّد نفسه من جميع ملذات الدنيا وأصبح ذلك الزاهد الورع وقدم مصلحةأمته ورعيته على نفسه وأبناءه رضي الله عنه
جاءت طفلته تبكي يوماً وكان يوم عيد تشتكي له من عدم وجود لباس جديد تلبسه كحال الفتيات اللاتي من سنها .. فبكى حزناً عليها.. فذهب إلى الخازن يطلبه سلفةً مقدمة من الشهر القادم فقال له الخازن .. ومايدريك ياعمر أنت تعيش إلى الشهر القادم فقال صدقت .. فرجع إلى أبناءه وقال لهم ، هل تريدون المال ويذهب أباكم إلى النار.. أم تصبرون ولنا الجنة .. فقالوا نصبر
رحم الله الخليفة عمر بن عبدالعزيز ورحم أبناءه ورحم الله الخازن..
المقصد والشاهد من هذه القصة لا تحمل هم الدنيا .. ولا هم أبنائك بعد وفاتك.. ولا هم منزل يسكنوه فالله تكفل بها وبرزقك ورزق أبنائك
توفي رضي الله عنه وله من الولد 11 ولداً ولا يملك سوى 18 دينارا.... (5) دنانير منها تم شراء كفن له ولَم يبقى سوى 9 دنانير لأبناءه
شوهد أبناء هشام بن عبدالملك وعددهم 11 ولداً وقد ورثوا من أباهم الف الف دينار وقصور ومزارع وشوهد أحد أبناءه يتسول الناس وشوهد أحد أبناء عمر بن عبدالعزيز يجهز الجيش بمائة الف دينار
العبرة هي لاتخلف على أبنائك مالاً على قدر ما تورث لهم مخافة الله ومحبته فهي الضامن لهم والباقي والرصيد
المواضيع المتشابهه 
لكل مهموم ... وخائف ... وقلق 
العرض الشجري
