قبل التحدث عن موهبة كتابة القصص والروايات ، لا بد أن نعرف الفرق بين ماهي القصة وماهي الرواية ، فالقصة والرواية من أشكال الأدب، وتختلف القصة عن الرواية، بعدة مواطن، أهمها: أن القصة أقل حجماً من الرواية، وأن الرواية مواضيعها أكثر من القصة، كما أن عدد الصفحات في الرواية أكثر من عددها في القصة، وتتسم الرواية بالخيال الواسع وكثرته عكس القصة .
ومهما كان نوع الرواية التي يريد الكاتب كتابتها، فإنه سيتحتاج إلى طاقة إبداعية لا حدود لها، بالإضافة إلى العزم والمثابرة التي تساعده على صياغة روايته وإتمام عمليتي المراجعة والتحرير وفن كتابة الروايات من الفنون الراقية جداً ، ومن الفنون الرائجة في العالم كله, فدائماً تحتل الروايات مكانا مرموقا في سجلات إعجاب جميع الشعوب, ولا فرق بين الشعوب الفقيرة والغنية فالكل يحب الروايات ويجد فيها من اللذة والمتعة ما يقدم له نوع من السحر الخاص الذي لا يدركه الاّ عشاق قراءة الروايات.
وفن كتابة الرواية في المقام الاول موهبة بكل تأكيد مثلها مثل كتابة القصة القصيرة والشعر والنثر والتأليف الموسيقي. لكن فن كتابة الرواية يتم ثقله بدراسة الاسس والاساليب ، وأفضل من يكتب عن الروايات هو من عاش في طبيعها ، فهو يعطي تصويراً صادقاً ووصفاً حقيقياً لمجرياتها .
وتُعَد الرواية عملاً خياليًا مكتوبًا بلغة نثرية ذات طابع سردي، وتتميز الروايات المميزة بأنها تُسَلِّط الضوء على ما يحدث على أرض الواقع حتى وإن تجاوزت حدود الواقع وانطلقت في آفاق الخيال.
وكل كاتب روائي له طريقته في أختيار مواضيعه التي يرى أنه يجيد التعمق في كتابها ، مثله مثل الموهوبين في الشعر ، ففيه من يجيد الشعر النبطي ، وفيه من يجيد شعر المحاورة ، وفيه منهم من يجيد شعر العرضة ،ولكنهم كلهم شعراء ، ولا يستطيع أي أنسان لم يهبه الله موهبة الشعر ، أو موهبة الكتابة القصصية أن يبدع ويكون أسلوبه محبب ومرغوب .
ومن الرويات التي تحتاج إلى أبداع من حيث التعبير الواقعي من حيث الزمان والمكان ونوع الحدث وأشكله ، هي قصص الرعب حيث تعتمد قصص الرعب إلى حد كبير على طبيعة نشأة كاتب الرواية ليكون قادرة على إصابت القاري لها بالخوف ، لذلك فإن كتابة القصص المرعبة قد تكون مهمة صعبة ومليئة بالعقبات الفكرية، ولكن كأي نوع من أنواع أدب الخيال، ولن يعبر عن واقع تلك الروايات مثل الكتاب الذين عاشوا منذ طفولتهم في مناطق رعب وخوف ، فهم يعطون للقاري وصفاً تصويري صادق يخالج الأحساس ويتخلط فيه الأحساس بالواقع فيعطي مصداقية الرواية.
وأفضل فن كتابة الروايات هو مايصور الواقع تصويراً خيالياً للقاري الذي ينساق خياله في جو الرواية وتتجه جميع حواسه إلى أعماق الرواية ، فيشعر بأنه يعيش واقع تلك الرواية في الزمان والمكان.