العرب أبناء عمومة اليهود فكرة كثيرا من نسمعها حتى أصبحت جزء لا يتجزء من تراثنا الديني نسجها أصحاب المذاهب أو بالأحرى قاموا بإقتباسها كعادتهم من التراث اليهودي المغلوط و تدعي أن اليهود هم أبناء يعقوب إبن إسحاق إبن إبراهيم من زوجته الشرعية سارة بينما العرب بما فيهم الرسول محمد هم أبناء إسماعيل إبن إبراهيم مع جارية سارة المصرية التي تدعى هاجر و بالتالي بدون شعور يعلنون خضوعهم لليهود كما جاء في نصوص توارتهم المحرفة بالحرف
حيث أقبلت في صرة أي في سرور فلقبت بسارة أي المسرورة و إذا علمنا أن هذه الأخيرة ليست أم بني إسرائيل كون إبنها يعقوب ليس هو إسرائيل كما سبقت الإشارة في موضوع
فإن هذه القصة تسقط كليا و ما يزيد في سقوطها هو تعارضها مع القصص القرآني الذي لم يكتفي بتجاهل وجود شخصية هجر المصرية و هجرة إبراهيم إلى مصر فحسب بل ينفي أن يكون إسماعيل ولدا لإبراهيم و لعل أبرز دليل يعتمد عليه أصحاب المذاهب في محاولتهم إثبات أن إبراهيم هو والد إسماعيل هو دعاء لإبراهيم في الآية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَإِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)سورة إبراهيم لكن ما غاب عنهم أو بالأحرى قاموا بتجاهله هو أن معنى الوهب في لغة القرآن لا ينحصر على الإنجاب بل يشمل جميع أنواع العطاء سواء تعلق الأمر بنبي مساعد كما كان الشأن بالنسبة لموسى مع أخيه هارون وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا(53)سورة مريم أو بالنسبة للأهل و الأقارب حتى الذين لا تربطهم بالشخص المقصود بالهبة أي قرابة دم كما كان الحال بالنبسة للنبي أيوب وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْرَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)سورة ص فبإختصار الوهب ينطبق على أي شخص ذو فائدة بالنسبة للشخص الموهب له و بالتالي وهب إسماعيل لإبراهيم على الكبر قد لا تكون له أي علاقة بالإنجاب و إنما كنبي مساعد بالإضافة إلى إسحاق أو إبن بالتبني الشيء الأكيد أن القرآن لم يذكر إنجاب إبراهيم سوى لولدين إسحاق بالإضافة ليعقوب
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ(72)سورة هود نعم فإسحاق شقيق يعقوب و ليس والده فالآية واضحة فبعد ضحك إمرأة إبراهيم و تعجبها من البشرى الأولى التي بشر بها الملائكة إبراهيم أخبروها أنها لن تلد إسحاق فحسب بل من ورائه أي من بعده يعقوب فكيف تبشرها بإبن ستلده إمرأة أخرى و ما الفائدة من ذكر إنجاب إسحاق لحفيد لها فهذا أمر طبيعي و متوقع ؟ فبشارة الملائكة بيعقوب جاءت كردة فعل على تعجبها من ولادة الولد الأول بإخبارها أنها ستلد ولدا ثاني أيضا ثم جاء تساؤلها أألد و أنا عجوز و بعلي شيخ ليؤكد ذلك و يؤكد كذلك أن إبراهيم لم يسبق له أن أنجب على الكبر أي ولد قبل هذه البشارة مما ينفي إنجابه لإسماعيل و سنجد أمامنا عدة آيات تذكر أن الله تعالى لم يهب لإبراهيم بعد الهجرة التي كان أثنائها شابا صغيرا إلى ان بلغ الكبر سوى إسحاق و يعقوب كأولاد فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)سورة العنكبوت قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَافَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُإِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68)قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ(71)وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَنَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77) وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)وَإِسْمَاعِيلَوَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِكُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) سورة الأنبياء و الغريب أن الآية تذكر أن يعقوب كان نافلة أي زيادة في الهبة و العطاء من بعد إسحاق مثل ما تكون تكون صلاة النافلة زيادة في التقرب مما يؤكد أنه الولد الثاني لإبراهيم أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَعَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)سورة الإسراء قد يقول البعض أن النافلة في الآية تعود على كل من إسحاق و يعقوب لكننا سنتفاجأ بذكر إسماعيل منفصلا عنهما عدة آيات بعد ذلك مع أنبياء أخرين و سنلاحظ أن هذا الأمر تكرر في عدة مواضع أخرى
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَوَالْيَسَعَوَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)سورة الأنعام و الأغرب من ذلك أن الآية الأخيرة تجاهلت إسماعيل كإبن لإبراهيم و صنفته مع ذرية نوح بالإضافة لأنبياء أخرين و الملاحظ أيضا أن ذكر إسماعيل جاء مقترنا في أكثر من مرة مع كل من إدريس و إليسع و ذا الكفل مما يوحي بوجود قرابة بينهم
حيث ذهب أصحاب المذاهب الذين يحاولن إثبات أن الذبيح هو إسماعيل إلى أن اليهود قد حرفوا هذه الآية و بدلوا إسم إسماعيل بإسحاق مادامت هذه الأخيرة تتحدث عن عن بكر إبراهيم الوحيد مما يلغي وجود ولد ثاني حينها و بالتالي وجود إسحاق لكن أن هذه الآية غير محرفة و تنقل لنا بالحرف الحقيقية التي سعوا لإخفائها في نصوص أخرى كون إسحاق هو وحيد إبراهيم حينها لأن إسماعيل لا ينتمي لنسله و بالتالي هو الذبيح و ليس إسماعيل كما حاول تراث المذاهب إقناعنا بإدعاء أن الآيات التالية تتحدث عن البشرى بولدين مختلفين
قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ(101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَوَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) سورة الصافات لكنها في الحقيقة تتحدث عن نفس الولد الذي بشر إبراهيم بولادته بعد الهجرة من قومه كما سبقت الإشارة في الآيات السابقة ثم بشر لاحقا بعد نجاته من الذبح بنبوءته فالآيات لا تتحدث سوى عن إبراهيم و إسحاق و تبارك إبراهيم و إسحاق لا غير سيقول البعض لماذا إذا نجد بعض الأيات توحي بإنتماء إسماعيل لعائلة إبراهيم
لأن معنى الأبوة في القرآن لا ينحصر في الوالد أو الأقارب بل تنطبق على كل شخص ساهم في تربية الشخص المخاطب سواء تعلق الأمر بشخص متبني أو بالوالد أو الجد أو العم أو الخال أو حتى الأخ الأكبر فإسماعيل كان ممن ساهموا في تربية يعقوب مثلما إعتبر أزر أبا لإبراهيم رغم أنه ليس من صلبه وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَأَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) سورة الأنعام لكن في حقيقة الأمر أزر لم يكن أبا لإبراهيم فقد تبرأ منه هذا الأخير بعد الهجرة وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُإِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)سورة التوبة لكن سنوات طويلة بعد ذلك سنجد إبراهيم يستغفر لوالده الحقيقي الذي لم يذكر في القرآن الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَااغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّوَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) سورة إبراهيم و قد تفطن أصحاب المذاهب إلى هذه النقطة فإدعوا بدون أدنى دليل أن آزر كان عم إبراهيم فقط ليثبتوا أن العم يدخل في نطاق الآباء و أن إسماعيل هو عم يعقوب وهنا يطرح التساؤل ما الفرق بين العم و عم الأب و لماذا لا يصنف هذا الأخير من ضمن الآباء مادامت تربطه قرابة الدم مع الشخص المخاطب فلماذا لم يصنف إسماعيل مع آباء يوسف ؟ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) سورة يوسف
فعدم ذكر إسماعيل مع أباء يوسف يؤكد أنه لم يساهم في تربيته و أنه لا تربطه به أية قرابة دم عكس جده إبراهيم و عمه إسحاق فكل الدلائل تشير إلى أن إسماعيل لا تربطه أي صلة قرابة مع إبراهيم رغم أن البعض يحاول إيهامنا بالعكس من خلال ما جاء في الآية
على أنها تتحدث عن نفس الذرية لكن بالرجوع إلى الآيات يتبين بوضوح أن الذرية دائما تأتي في لسان القرآن بصيغة المفرد سواء تعلق الأمر بنفس الذرية أو ذريات أشخاص مختلفين
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًاوَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)سورة الرعد و حتى لو سلمنا أن نص سورة البقرة يتحدث عن ذرية مشتركة بين إبراهيم و إسماعيل فهاذا لا يعني أنه ولده فقد تكون ذريتهما قد إختلطت في وقت من الأوقات أو أن إسحاق أو يعقوب تزوج أحد بنات إسماعيل فأنجب منها يعقوب أبناءه من غير يوسف و أخيه وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْأَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) سورة يوسف