قال الإمام ابن كثير (رحمه الله): قوله: ﴿ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273]؛ أي: لا يلحُّون في المسألة ويكلفون الناس ما لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن السؤال، فقد ألحف في المسألة؛ (تفسير ابن كثير جـ 1 صـ 705).
نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم يحذرنا من التَّسوُّل:
(1) روى الشيخان عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، قال: قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مُزْعة (قطعة) لحم))؛ (البخاري حديث: 1474/ مسلم حديث: 1040).
قال الإمام النووي (رحمه الله): معناه: يأتي يوم القيامة ذليلًا ساقطًا، لا وجه له عند الله، وقيل: هو على ظاهره، فيُحشَر ووجهه عظم لا لحم عليه؛ عقوبةً له، وعلامةً له بذنبه حين طلب وسأل بوجهه، وهذا فيمن سأل لغير ضرورة سؤالًا منهيًّا عنه وأكثَرَ منه؛ (مسلم بشرح النووي جـ: 4 صـ 142