أحمد الخيري - القنفذة
الثلاثاء 21/08/2012
فقد 20 طفلا بصرهم بسبب الألعاب النارية؛ وذلك من بين 78 طفلا دخلوا مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، متأثرين بإصابات من هذه الألعاب التي يشتد الإقبال عليها خلال عيد الفطر. جاء ذلك في دراسة أجراها د. سامي العضيب استشارى العيون بالمستشفى، أشار فيها إلى استقبال المستشفى 78 طفلًا مصابًا بالألعاب النارية خلال السنوات الأربع الماضية، تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاما، تم ازالة العين لـ 8% منهم كما اصيب 20% منهم بالعمى الكامل. وشددت الدراسة على اهمية متابعة أولياء الأمور لابنائهم اثناء ممارسة الألعاب والحرص على ارتدائهم نظارات واقية. من جهته قال د. علي بن محمد الخيري استشاري طب وجراحة العيون بمركز الاستشاريين بجدة ومركز النخبة بالرياض إن الألعاب النارية تمثل قنابل موقوتة مشيرا إلى انها تصيب مستخدميها في اي لحظة باصابات طفيفة كالكدمات إلى شديدة الخطورة كفقدان نعمة البصر أو السمع أو الاصابة بحروق في الوجه واليدين بسبب انفجار المفرقعات بأيديهم. ونصح بالاكتفاء بمشاهدة الألعاب النارية فى الاماكن المخصصة لها أو عبر شاشة التليفزيون. واشار إلى أن الإصابات لا تقع فقط نتيجة ارتطام شظايا الطراطيع بالعين ولكن قد تكون أيضا في صورة حروق نتيجة تناثر المواد الكيماوية (البارود) في عين المصاب أو ارتفاع درجه حرارة الشظايا بعد الانفجار التي قد تصل إلى ألف درجة مئوية كما أن الألعاب النارية قد تؤدي إلى حروق في الجفون وملتحمة العين وتمزقات في الجدار او دخول اجسام غريبة أو كدمات ينتج عنها تجمع دموي داخلي للعين أو اصابات قاع العين أو انفصال شبكي قد ينتج عنه فقدان كلي للبصر أو فقدان العين كليًا، كما قد تحدث مضاعفات لاحقة كعتامة القرنية والماء الابيض والماء الازرق (الجلوكوما) وتليفات وانكماش في جفون العين.
وعن كيفية التعامل في حالة اصابة العين اشار الخيري إلى ضرورة عدم دعك العين مع عدم تغطية المصابة بغطاء يضغط عليها مما يؤدي إلى زيادة التلف ثم يتم اخذ المصاب فورًا إلى قسم الطوارئ في اقرب مستشفى به اختصاصي للعيون.
وناشد اولياء الامور بعدم شراء هذه الألعاب الخطرة وغرس القناعة لدى الابناء بمخاطرها والابتعاد عنها وعلى الجهات المسؤولة التوجيه والنصح وتسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة من خلال النشرات التعريفية والارشادية. ودعا إلى ملاحقة بائعي هذه الألعاب على مدار العام وفي حالة الرغبة في مشاهد الألعاب النارية فيمكن ذلك عن طريق متخصصين في عدة مواقع متفرقة تمكن الاطفال والشباب من مشاهدتها والاستمتاع بها دون التعرض المباشر لخطرها مع لبس الأقنعة والنظارات الواقية كما هو الحال في كثير من بلدان العالم.
تحذير الدفاع المدني
من جهتها حذرت المديرية العامة للدفاع المدني من مخاطر الألعاب النارية والمفرقعات التي يلهو بها الشباب والأطفال احتفالًا بعيد الفطر المبارك، وما قد ينجم عنها من حوادث تتسبب في عواقب.
وكثفت المديرية العامة للدفاع المدني تنسيقها مع الدوريات الأمنية وأمانات المدن والبلديات لضبط المفرقعات والمتفجرات التي تباع في محال لعب الأطفال والبقالات وعبر الباعة الجائلين، مؤكدة تطبيق الإجراءات النظامية بحق من يثبت تورطه في بيع أو تخزين هذه النوعية من المفرقعات والألعاب النارية.
وأوضح المقدم عبد الله الحارثي الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني، أن استخدام الأطفال لهذه الألعاب النارية المتفجرة والتي تعرف «بالطراطيع» له مخاطره الكبيرة، اذ قد تتسبب في بتر أصابع الأطفال أو تهتك في أنسجة العين حال وصول شظايا هذه الألعاب إليها، فضلًا عن إمكانية تسببها في اشتعال الحريق.
وأشار إلى ضرورة مراقبة أولياء الأمور للأطفال وعدم السماح لهم بشراء «طراطيع العيد» أو العبث بها، ولا سيما أن أصناف كثيرة منها ذات قوة تفجيرية شديدة وتفتقر لأبسط مقومات الأمان والسلامة في استخدامها، لتدني مواصفات تصنيعها والتي تجعلها عرضة للانفجار تلقائيًا في حال تعرضها لدرجات الحرارة العالية أو الاحتكاك بالأسطح الخشنة.
وأهاب بالآباء والأمهات أن يستشعروا مسؤوليتهم ويحرصوا على سلامة أبنائهم، لافتًا إلى أن زيادة واحدة لأقسام الطوارئ في المستشفيات تحمل مشاهد تدمي القلوب لأطفال في عمر الزهور تعرضو لإعاقات مختلفة وحرموا من الاستمتاع بفرحة العيد بسبب الإهمال أو اللهو بالمفرقعات النارية في ظل غياب الرقابة الأسرية أو بسبب التهاون مع من يبيعون هذه الألعاب الخطرة للأطفال. ودعا إلى الابلاغ عن أي باعة لهذه الألعاب والحرص على متابعة الأطفال أثناء احتفالات العيد في المنزل أو الأماكن العامة.