اصبت بحالة نفسية في بداية الالفية وتغيرت حياتي تماما وتحولت الى جحيم حيث اصابني الرعب وصرت اخاف من الموت او الغيبوبة
في بداية الالفية اصبت بخفقان قوي في القلب وضيق تنفس ودوخة شديدة وصرت اخاف من الظهور للناس بهذه الحالة او اسافر بالسيارة لوحدي فيصيبني هذا الاختناق وانا بعيد عن اقرب منقذ يمكنه مساعدتي
تزداد معي كلما حضرت تجمعات او الدخول للمساجد خاصة صلاة الجمعة
عالجت بعدها عند دكتور ولكني لم استطع الاكمال لسبب سأذكره لاحقا
مرت السنوات واصبح الوضع شبه طبيعي ما عدا بعض الشوائب كالخوف من التجمعات ولكنها كانت اهدأ من السابق
ولكن في الخمس سنوات الاخيرة داهمتني من جديد وبنفس سوء المرة الاولى ان لم تكن اقوى
واول حالة اصبت بها كانت في صلاة الجمعة حيث كنت في الصفوف الوسطى فبدأ قلبي بالخفقان الشديد حتى ظننت انه سيخرج من صدري مع دوخة شديدة ورجفان لدرجة ان من يصلون على يميني ويساري شعروا بي
فكرت بالهرب ولكن الصفوف الخلفية من المصلين كانت كثيرة وخشيت ان ينظروا الي فينتشر خبري بين الناس
بعدها فكرت بطريقة اخرى وهي ان اجلس ولكن هذا سيجعل كل من حواليّ في حالة استغراب ولن اسلم من حديث الناس
تحاملت على نفسي وانا انتظر لحظة السقوط وانا ادعي الله ان يثبتني حتى تنتهي الركعتين بسرعة ولكن بعد وقوفي من السجدتين الاولى والقيام للركعة الثانية وصل بي الحال ان جسمي بدأ بالنزول وزاد رجفاني وضربات قلبي وكأنني احمل جبل فوق رأسي
ومن شدة رغبتي في انتهاء الصلاة كنت اركع قبل ان يكبر الامام للركوع او السجود
وبعدها انتهاء الصلاة لاحظت ان الذي بجانبي يريد الحديث معي ولكني كنت في حالة يرثى لها لدرجة لم استوعب ما يقول فقررت ان اجد حل للصلاة ولن اكرر نفس الحالة التي مررت بها مرة اخرى
تركت صلاة الجمعة ولم اصلها لاكثر من 4 اشهر وبعدها فكرت بالصلاة ولكن بالتخطيط وهو الانتظار في السيارة حتى اقامة الصلاة واكتمال الصفوف لاضمن الصف الاخير لانه يريحني في حال قررت الهروب وعدم الصمود
مشى معي الحال فترة ولكني اكتشفت ان العديد من المصلين المتأخرين يحضرون في آخر الركعة الاولى او بداية الركعة الثانية لاجد خلفي صفين او ثلاثة مما اعاد اليّ حالة الذعر الشديد مرة اخرى
لم اعد اصلي صلاة الجمعة في المسجد ولا حتى الصلوات الخمس في حارتنا لأن اغلبهم من الجيران والاقارب ولو حصل شيء سأكون سيرة على كل لسان حتى انهم يستغربون لماذا لم اعد اصلي ظنا منهم انني تحولت الى فكر آخر
بعدها حاولت ان اسابق قطار العمر فقررت الزواج ولكن كيف اتزوج والحضور بالمئات وعدت افكر مرة اخرى ماذا لو حصل لي شيء فكيف سيتكلمون عني؟
حاولت البحث عن عائلة تقبل بالزواج المختصر وبعد سنوات قبلت احد قريباتي وتزوجت منها وعرفت فيما بعد انها ليست صاحبة مظاهر ولله الحمد وعدت الامور على خير مع عدم خلوها من ذلك الرعب الذي هونه قلة الحضور
انجبت طفل وصار هلعي هلعين
واحد بسبب ما ذكرت سابقا والثاني هلعي على الطفل ان يمرض او يحصل له شيء حتى كبر الطفل وكبر هلعي عليه من سقوط من الدرج او يخرج للشارع فتصدمه سياره او يبلع شيء فيغص فيه لدرجة ان زوجتي عندما تتصل بي يبدأ قلبي بالخفقان وترتعد اطرافي خشية ان تخبرني بشيء اصاب طفلي
قبل زواجي عالجت بعد قرأت عن ادوية واستخدمتها ولكن بعد الزواج اصابني الخمول والعجز فقررت ان اتوقف عنها ولكن زوجتي تستغرب من عدم ذهابي للمسجد فقررت يا إما العلاج او استخدم طريقة النزول من الشقة ثم الجلوس في السيارة لحين انتهاء الصلاة وكأنني كنت معهم ثم اعود فاصلي في وقت لا تراني فيه
حالتي النفسية تسببت في انعدام اصدقائي حتى بعض زملائي لا يكرهوني ولكنهم لا يجدون شخص لا يجيد التحدث
فأنا اتلعثم في الكلام وانطق الحروف مقلوبة واذا سألني احد شيء احاول الخصها في كلمات معدودات حتى لا يزيد التلعثم معي
صرت خائف طوال يومي وافكر دائما في حالة الخفقان والدوخة في المناسبات والصلوات فقررت ان اعالج مرة اخرى لأن الكلام المهدئ لا يفيد معي مهما كانت قوة الاقناع فأنا بطبعي عنيد ولا اميل الا للاشياء الملموسة
ولكن هناك مشكلتين
الاولى هي انني اعيش في مدينة صغيرة جدا وبعضنا يعرف بعض كما ان غباء المستشفى انه لم يحافظ على خصوصية الحالات النفسية وانما وضعوا عيادتهم وسط العيادات الرئيسية المزدحمة مثل الباطنية والعيون والعظام فلا اتصور ان ينادى بإسمي امام العامة وخاصة انني صادفت في السابق اكثر من شخص اعرفه ينتظر عيادة اخرى
السبب الثاني الخمول والضعف للزوج خاصة ان زوجتي لا تعلم بحالتي لانني لم ولن اخبرها حتى لا تضع اللوم في كل شيء حتى لو لم يكن له علاقة بحالتي النفسية. صحيح ان هذا ليس اسلوبها ولكن قوة الوسواس لدي تجبرني بعدم اخبارها
خاصة ان حالتي ليست من نوع الامراض النفسية التي يؤذي بها المريض زوجته واطفاله مثل الحالات التي تصيب المدمنين وغيرهم وانما هي تنحصر عليّ انا فقط مع بعض التأثير على عائلتي مثل رفضي للسفر او الخروج للاماكن المزدحمة حتى لا يحصل لي ما قلته لكم سابقا
في صلاة العيد الماضي يظهر انني نسيت حالتي وذهبت لصلاة العيد وبعدما جلست لانتظار الامام وكأنني صحيت فبدأت انظر للصفوف خلفي ومن هم حولي
عندها قلت في نفسي لماذا حضرت من الاساس وكيف اتصرف الان وهل يمكنني الهرب قبل ان يصل الامام وفجأة ظهر صوت الإمام فوقف الجميع للصلاة فدخلت في مرحلة لا يعلم بها الا الله ولا اريد حتى ان ذكرها
قرأت لأحد الدكاترة النفسيين ان وضع الصلاة يختلف عن الاوضاع الاخرى حيث انه عند التكبير لا يجب على المصلي ان يتحرك او يلتفت مما يجعل المريض النفسي يشعر بأنه محاصر ولا يستطيع التصرف او الخروج كما في باقي المناسبات الاخرى مما يزيد من وضعه سوءا
المناسبات وحتى المناسبات الصغيرة التي لا تتجاوز بضعة اشخاص صرت اقرأ المعوذات وأية الكرسي واعيدها عدة مرات قبل ان ادخل اليهم وفي الزواجات المسألة اصعب بكثير
لم استمتع بحياتي خاصة السنوات الاخيرة ولم اخرج مع عائلتي للتنزه او السفر بسبب حالتي حيث انني احسب لها الف حساب
اصبحت حياتي جحيم لا يطاق فهي خوف في خوف وخطط وافكار عن طريقة الهروب من المناسبات والصلوات لدرجة انني متأكد بعدم استطاعتي الحج بوسط ذلك العدد المهول من البشر
اعتذر عن عدم ترتيب افكاري فأنا كتبت موضوع اكثر تفصيلا ولكنه ضاع بسبب خلل مما اضطرني لكتابة هذا الموضوع مرة اخرى على عجل
فأنا اراها مجرد فضفضة من الضيقة التي بي ولكن لدي ملاحظة اخيرة
من لم يجرب او يمرض بنفس المرض سيستغرب ويقول قوي قلبك وابعد هذه الافكار عنك وعش حياتك وهو لا يعلم
ان من اصابه المرض تفكيره غير تفكير الشخص الطبيعي حيث ان الافكار السلبية والسيئة تسيطر على عقله وتحاصره مهما
بلغت قوة الاقناع والفهم لطبيعة المرض فيجد نفسه مستسلما تماما لا يقوى الا على الدعاء للخروج من هذا الجحيم