تصنف الفتاة نونغكاووس ضمن أغرب الشخصيات في جنوب إفريقيا. ففي الخامسة عشرة من عمرها، قادت، بناءً على نبوءة غريبة، حملة تسببت في كارثة إنسانية أدت إلى هلاك عشرات الآلاف وتكريس تفوّق المستعمرين الإنجليز على السكان الأصليين للمنطقة. وخلال أبريل/نيسان 1856 وبعد فترة وجيزة من انطلاقها للقيام بجولتها اليومية عند النهر، عادت نونغكاووس مسرعة نحو قبيلتها "كوسا" (مجموعة عرقية تنتمي إلى البنتو وتعيش جنوب القارة الإفريقية ) لتحدثهم عن نبوءة حصلت عليها أثناء تجوالها عند نهر غارها Gxarha River. وبناءً على هذه النبوءة، أعلنت نونغكاووس لأحد رهبان قبيلتها حصولها على عدد من النصائح والأوامر من "أرواح الأجداد" لطرد المستعمرين البيض من المنطقة. ونقلت نونغكاووس رسالة مليارية غريبة لأفراد قبيلتها، حيث طالبت أرواح الأجداد بذبح جميع الأبقار وتخريب لحومها وإتلاف الحليب وحرق محاصيل القمح والحقول، مؤكدة أن ذلك سيساهم في طرد المستعمرين الإنجليز بحلول شباط/فبراير 1857. كما طمأنت الأرواح أهالي قبيلة كوسا بنزولها من السماء خلال وقت لاحق لتسليمهم أبقاراً وقمحاً جديداً. ولقيت نبوءة نونغكاووس رواجاً واسعاً لدى قبيلة كوسا، والتي استوطنت أساساً عند ما يعرف بمنطقة كيب الشرقية حالياً بجنوب إفريقيا، لينطلق الأهالي في تنفيذها نزولاً عند رغبة الأجداد. وخلال فترة وجيزة، تم ذبح ما لا يقل عن 300 ألف بقرة وأتلفت كميات هائلة من المواد الغذائية. وانتظر الجميع بفارغ الصبر تحقق النبوءة ورحيل الإنجليز، لكن شيئاً من ذلك لم يحصل.
خريطة لمستعمرة كيب الإنجليزية مطلع القرن العشرين وخلال الأشهر التالية، تفشت المجاعة بشكل سريع بين أهالي قبيلة كوسا، وعمد الجميع إلى أكل لحوم الموتى. ومع حلول شباط/فبراير 1857 وعدم تحقق النبوءة، ألقى أفراد القبيلة باللوم على نونغكاووس بعد أن وجهوا إليها تهمة تقديم نبوءة كاذبة. وعمد الحاكم الإنجليزي على منطقة كيب، السير جورج غراي، إلى سياسة كرست رضوخ واستسلام قبيلة كوسا، حيث منع المستعمرين الأوروبيين مساعدة المتضررين من المجاعة.
الحاكم البريطاني على منطقة كيب السير جورج غراي كما قدم غراي عرضاً لقبيلة كوسا، ينص على منح كمية من الطعام لكل فرد يسلم أرضه ويقبل بإمضاء عقد عمل بمزارع المستعمرين الإنجليز. وخلال الأشهر الأولى التي تلت نبوءة نونغكاووس، فارق ما لا يقل عن 40 ألف شخص الحياة بسبب المجاعة. وانخفض عدد أفراد قبيلة كوسا خلال السنوات القليلة التالية بشكل ملحوظ، ففي منطقة كفراريا بجنوب كيب الشرقية، تراجع عددهم من 105 آلاف نسمة قبل النبوءة إلى 27 ألفا.