الأولى كانت تحت اسم "ممتعض" في منتديات الساخر، والأخرى "ربع ساعه" في منتديات مختلفة.
في المرحلة الأولى بدأت ساذجًا يتحسس الكتابة، ثم بقدرة قادر غزاني ما يغزو كل غرٍ طيّاش وهو الغرور.
نعم؛ إنه الغرور الكتابي الذي توهمت منه أنّ الكون كله يسمعني، وأن الحياة برمتها تنتظرني!
حالي فيما سبق ما قيل عن أبي شبر؛ إذ قال الأسلاف: العلم ثلاثة أشبار؛ فمن قطع الأول تكبّر، ومن قطع الثاني تواضع، ومن قطع الثالث علم أنه لم يعلم شيئًا!
وأنا كنت ذا شبر عريض!
كان لا بد لتلك البالونة أن تنفجر، والمضحك أنها شُكّت من وخزة دبوس!
شخصيًا وبعد هذه التجربة الساذجة والمضحكة إلا أني أرى الغرور مرحلة طبيعية من مراحل بناء الذات العلمية والثقافية، وقلما ينجو منه أحد.
أتذكر في هذا الصدد ما رواه العلّامة الجزائري البشير الإبراهيمي عن نفسه؛ إذ قال:" وما أشرفت على الشباب حتى أصبت بشرِّ آفة يصاب بها مثلي، وهي آفة الغرور والإعجاب بالنفس؛ فكنت لا أرى نفسي تَقْصُر عن غاية حفَّاظ اللغة وغريبها، وحفاظ الأنساب والشعر، وكدت أهلك بهذه الآفة لولا طبع أدبي كريم، ورحلة إلى الشرق كان فيها شفائي من تلك الآفة".
قلت: إنه من الغرور أيضًا أن أتذكر هذا القول العظيم عن تجربة دسمة ثم أجعله مقرونًا وشفيعًا لحالتي مع شخبطات كتبتها على جدران منتديات