من أقام في المدينة فترة يكون لديه لين في الطباع فالمدينة ترقق قلب أهلها حتى دخول اهلها في الإسلام كان سلساً وسريعاً وآثروا المهاجرين على أنفسهم ويكفيهم شرفاً حب رسول الله صلَّ الله عليه وسلم لهم ..
لدي قصص كثيرة مع هؤلاء الطيبين ففي الدوائر الحكومية أذهلتني سماحتهم
أحدهم كان بجانبي في الطائرة فوالله أنه لم يدعني الا بعد أن عزمني في بيته وكان يشكرني أني قبلت الضيافه وهذا من جوده وكرمه فيشكرك مع أن العكس هو الصحيح !!
اذا نزلت من الطائرة أشم هوئها وينشرح صدري فلا أعرف أنا واهم أو حقيقة هواء المدينة يختلف في تركيبته عن غيره !!
——-
أحد جبل يحبنا ونحبه فكان إذا بدى أُحد ورآه النبي وهو عائد من غزواته أسرع وكان الإخوة قبل سنوات اذا سافروا للمدينة ورأوا أُحد زادوا بسرعة السيارة ( هذا طبعاً قبل ساهر هههه))
——
كنت في الصين ومترجمي مسلم فطلبت منه الذهاب لأحياء المسلمين ومساجدهم وتعجب مني وقال ماذا تريد من هناك والذي أحزنني أكثر أنه قال العرب كثير يأتون هنا للتبضع ولا يطلبون هذا الطلب فقلت نذهب هذا الصباح ونصلي الظهر هناك بإذن الله وعندما دخلنا المسجد سلمت على شيخاً كبيراً وظننت أنه يعرف عربي فقلت تتكلم عربي ياشيخ فلم يرد علي واستعلم من المترجم فقال له هذا الب يعني عرب فقال الشيخ مكة مدينة !!؟
ثم ردد مدينه رسول الله وقام يبكي فقبلت رأسه واخبرنا أنه لم يرى عربي في حياته وأنه لا يعرف الا جماعة التبليغ من الباكستانيين ..
المدينة لها مكان في قلوب المسلمين وقد قال حسان بن ثابت أبياتاً خرجت من قلبه وليس من لسانه "
بطيبة َ رسمٌ للنبي ومعهدُ
منيرٌ، وهل تعفو الرسومُ وتهمدُ
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمة ٍ
بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ
فوَاضِحُ آياتٍ، وَبَاقي مَعَالِمٍ،
ورَبعٌ لهُ فيهِ مصلى ً ومسجدُ
بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها
مِنَ الله نورٌ يُسْتَضَاءُ، وَيُوقَدُ
معالمُ لم تطمسْ على العهدِ آيها
أتَاهَا البِلَى ، فالآيُ منها تَجَدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسولِ وصحبه
وَقَبْرَاً بِهِ وَارَاهُ في التُّرْبِ مُلْحِدُ
فَبُورِكتَ، يا قبرَ الرّسولِ، وبورِكت
بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ
أطالت وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها
على طَللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ
لقد غيبوا علماً وحلماً ورحمة
عشية علوه الثرى لا يوسدُ
وهل عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ
رزية َ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ
فمَا فَقَدَ الماضُونَ مِثْلَ مُحَمّدٍ،
ولا مثلهُ، حتى القيامة ِ، يفقد
صلَّ الإله ومن يحف بعرشه
والطيبون على المبارك أحمد