حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء من نتائج حظر تصدير النفط الإيراني للخارج، فيما أكدت الإمارات والسعودية زيادة إنتاجهما من النفط بهدف المحافظة على استقرار السوق، ودعا وزير الطاقة السعودي خالد الفالح نظيره الروسي ألكساندر نوفاك إلى مناقشة اتفاق منظمة "أوبك" الأخير.
وإيران هي ثالث أكبر مصدر للنفط في منظمة أوبك، وتصدر نحو مليوني برميل يوميا.
الرئيس الإيراني قال في تصريحات: "هناك سلطة في الولايات المتحدة أعلنت نيتها خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر. برأيي أنه إعلان مبالغ فيه وأعتقد أنه لا يمكن أن يتحقق على المستوى الفعلي. وهو قرار خيالي يخرق كل القوانين والقواعد الدولية، ويتطلب خيالا واسعا أن تفكر بأن كل منتجي النفط سيقومون بالإنتاج والتصدير من دون أن تقوم إيران بالمثل".
وبين الخيال والتحذير، الردود الدولية تتسارع.
كان البيت الأبيض أعلن يوم السبت الماضي أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وعد الرئيس دونالد ترامب بأن المملكة يمكنها زيادة إنتاج النفط إذا لزم الأمر، وأن لديها طاقة إنتاج فائضة تبلغ مليوني برميل يوميا. واليوم أكد مجلس وزرائها استعدادها لزيادة إنتاجها النفطي.
من جهة أخرى، جدد أكبر منتجين للنفط في العالم، روسيا والسعودية، اتفاقهما في الاجتماع الوزاري الاخير لأعضاء "أوبك"، والذي يفيد بمواصلة التعاون في سوق النفط وزيادة إنتاج الدول بنحو مليون برميل يوميا.
وأعلنت الإمارات أنها قد تزيد إنتاجها، ردا على طلب الرئيس ترامب خفض أسعار الطاقة العالمية.
أما التحذير الذي كرره روحاني من دون أن يشرحه أو يوضحه، فاستنتج عدد من المحللين أنه يقصد التهديد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره ثلث إمدادات النفط في العالم.
أهمية المضيق جغرافية وجيوسياسية واستراتيجية واقتصادية. هو المعبر المائي للكثير من ناقلات النفط الكبيرة، ويشهد حركة يومية لمرور الكثير من سفن الشحن القادمة من مختلف أنحاء العالم، لذا اعتمدته إيران موقعا لتهديدها المتكرر في كل مرة تواجه أزمة أو تهديدات بفرض عقوبات عليها، ولذا طرح عدد من الدول عددا من البدائل.
من بينها، مد السعودية خطوط أنابيب من رأس تنورة في المنطقة الشرقية في سلطنة عمان، ترتبط بها الكويت والبحرين وقطر، ويتم ضخ ملايين براميل النفط عبرها، ما يقلل من أهمية مضيق هرمز وتحاشي التأثر بالتهديد بإغلاقه، كما قامت الإمارات منذ 2012 بمد خط أنابيب تضخ عبره نفطها ما يجنبها الاعتماد على مضيق هرمز في تصدير نفطها.
وتستأنف الولايات المتحدة عقوباتها ضد إيران في بداية آب/أغسطس المقبل، بعد أن أعلن ترامب في أيار/مايو الماضي انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع السداسية الدولية.