أحدثت كلمة الرئيس المصري محمد مرسي في قمة حركة دول عدم الانحياز في طهران ما يُحدثه التسونامي من ردود أفعال مزلزلة، الآن فقط عادت مصر إلى الحياة معلنة أنها قادمة كقوة إقليمية ودولية معلنة استقلال قرارها السياسي، هكذا أكد الكثيرون شرقاً وغرباً.
فقد قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن "الرئيس مرسي أول مسلم عربي مصري يصدم النظام الإيراني في عقر دارهم منذ انتهاء دولة الخلافة العثمانية بهذا الشكل المذهل .. إن مصر مارد لن يقف أمامه أحد بعد الآن".
ولاقت كلمة الرئيس مرسي ترحيباً كبيراً وإشادة من الأوساط العربية الشعبية والرسمية والعالمية على حد سواء وفي أوساط الناشطين السياسيين والمثقفين العرب وهو ما انعكس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع "فيس بوك".
فقد كتب الناشط السياسي السوري محمد الشواف على حسابه على الفيس بوك "شكراً لشعب مصر أولاً شكراً لثورته المجيدة .. شكراً للرئيس محمد مرسي ولكل من ناصر الشعب السوري في محنته .. ولا عزاء للمجرمين والخونة واالمنافقين والمتلونين ولتعرفنهم في لحن القول .. وما تخفي صدورهم أكبر كفانا الله شرهم أجمعين .. والنصر القريب لشعبنا إن شاء الله".
بينما قال الشاعر والناشط السياسي المصري عبدالرحمن يوسف "فخور بموقف الرئيس مرسي من الثورة السورية العظيمة وبكلمته في افتتاح قمة عدم الانحياز".
في الوقت الذي أيد فيه نادر بكار المتحدث السابق باسم حزب النور السلفي المصري كلمة الرئيس ووعده باستقبال شعبي حافل.
في حين قال أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط أن كلمة مرسي في طهران تؤكد عودة مصر لدورها الإقليمي.
وقال خليل العناني "لسان الحائرين الآن : إما أن مرسي ليس إخوانياً أو أننا لا نعرف الإخوان .. لا تتحيروا فالقادم أفضل سواء كان إخوانياً أم لا"، بينما قال مصطفى النجار "خطاب مرسي بإيران درس لمن دعوه للمقاطعة وبالغوا في تهويل الأمور .. في السياسة اذهب لأي مكان وقابل أي شخص لكن قُل ما تريد واثبت على موقفك ومبادئك".
كما أشاد بالكلمة السياسي الليبرالي عمرو حمزاوي قائلا أنها علامة إجادة لرئيس الجمهورية، في الوقت الذي قالت فيه الناشطة أسماء محفوظ "أخيراً مصر بقى ليها رئيس عنده دم وكرامة"، وقال الناشط أحمد ماهر الأمين العام لحركة 6 إبريل إن خطاب مرسي ضربة قوية لنظام السفاح بشار الأسد.
وأشارت الدكتورة هبة رؤوف إلى ما بقي من جولات خارجية لتكتمل دوائر السياسة الخارجية المصرية مشيرة إلى أمريكا اللاتينية وأفريقيا وإندونيسيا والاتحاد الأوروبي ..
من جانبه قال الناشط اليمني خليل الحيدري مخاطباً الرئيس مرسي "فخامة الرئيس ستظل الأمة المسلمة تحفظ لك بهذه المواقف النبيلة .. فسر على بركة الله من حسن إلى أحسن في نصرة قضايا الأمة".
وتساءل خالد أبوشادي عن علاقة الإخوان بإيران الآن؟، مشيراً إلى الاتهامات المتواصلة من إعلام الفلول بأن الإخوان مدعومون من إيران وأنها تمولهم، واصفاً الإعلام بـ"الإعلام مزور".
من جهته قال الشيخ سلمان العودة "ليذهب كل رؤساء العرب إلى إيران إذا كانوا سيصدعون بالحق كما فعل الرئيس محمد مرسي".
أما الشيخ سفر الحوالي فقال عبر موقع تويتر " خجلت السعودية أن تترضى عن الخلفاء الراشدين في المدينة فترضى الرئيس مرسي عنهم في معقل الرافضة".
وقال أن موقف الرئيس مرسي ذكره بموقف حدث قبل سنوات عندما زار رافسنجاني رئيس هيئة مصلحة النظام السابق ورئيس إيران الأسبق الحرم المدني قبيل صلاة الجمعة، وحينما وقف بجوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر، سلم على النبي ولعن أبا بكر وعمر .. فغضب لذلك الشيخ الحذيفي إمام الحرم المدني وقام بارتجال خطبة من وحي الموقف وترضى عن أبي بكر وعمر فتم إيقافه عن الخطابة حينها.
وقال أن إيران اليوم تسمع الترضي على أبي بكر وعمر في عقر دارها, "وأنا أجزم أن ذلك لم يحصل من قبل في أي مؤتمر أو قمة ... جزاه الله عنا كل خير ورضي الله عن أبي بكر وعمر وسائر الصحابة".
أما فهد الكليمي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام بالكويت فقال أن الرئيس مرسي قال كلمة الحق بشأن سوريا، وأن هذه الكلمة ترجمت أحاسيس الغالبية العربية المتواجدة، وأرجعت الدور الريادي المصري عندما شددت على ضرورة معاقبة الظالم وإقالته.
وقال أن دول الخليج ليس لديها أي مانع من وجود علاقات بين مصر وإيران، مؤكداً أن دول الخليج لها العديد من العلاقات مع إيران، ولكن يجب أن تكون هذه العلاقات على حساب دول الخليج وهو ما تراعيه مصر بتاريخها وتصرفها.
من جهته ذكر الباحث في الاقتصاد الإسلامي عبدالرحمن بدر القصار "كنت متيقناً بأن الرئيس محمد مرسي سيلقي خطاباً قوياً واضحاً منحازاً تماماً لحريات الشعوب والانتصارات للثورة السورية في عقر دار طهران".
وتساءل على حسابه على موقع تويتر "هل رأيتم كيف أن مشاركة الرئيس مرسي وخطابه القوي ضد نظام القمع كانت رسالة قوية وصفعة لطهران في عقر دارها أبلغ من المقاطعة".
بينما نظم الشيخ حامد العلي الأمين العام السابق للحركة السلفية في الكويت قصيدة في مدح الرئيس المصري قال فيها
الله أكبر حيــّا الله مُرْسِينا .. يامصرُ حيِّيتِ إجلالاً فحيِّينا
نفْسي فدَى القائدِ المصْريِّ حينَ بدا .. يعظِّـمُ الصَّحْبَ والغرَّ الميامينا
بيـنَ المجوسِ ، وبشَّارا فألقمَهُ .. الذلَّ ، والخزيَ ، والإذلالَ ، والهونا
فيا إمامُ إلى الأمجادِ فامضِ بنا .. من أنتَ؟! إنْ أنتَ لم ترْمِ الشَّياطينا؟!
ويا إمامُ لقد أُخْرجتْ في زمنٍ .. كيِ ترفعَ الأمـَّةَ الغرَّاءَ ، والدِّينا
وتقمعَ الشرَّ ، والأعداءَ كلَّهمُ .. كيدَ المجوسِ ، وصُلْبانا ، وصُهْيونا
صانَ الإلهُ جبيناً أنتَ صاحبُهُ .. والله يكفيكَ عن شرِّ ، ويكفينا
وقد وصل تسونامي الذي أحدثته كلمات مرسي إلى محمد أبوحامد الذي دعا للإنقلاب على الرئيس في مظاهرات 24 أغسطس الماضي حيث انقلب رأساً على عقب مقدماً التحية والتقدير للرئيس مرسي حيث قال على حسابه على تويتر "إلى الرئيس / تحية تقدير لخطابك اليوم أمام قمة طهران وأتمنى تنفيذ ما ورد بها من أفكار".