وقد رأى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أصحابه تأخراً ، فقال لهم : تقدموا فائتموا بي ، وليأتم بكم من بعدكم ، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله . رواه مسلم .
إننا لا نرضى لأنفسنا أن نُجعل في المؤخرة فيما يتعلق بأمور دنيانا
فما بالنا نرضى الدنـيّـة في ديننـا ؟!
قال ابن الجوزي - رحمه الله -: إن هممت فبادر، وإن عزمت فثابر، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخِر .
إننا لا نرضى بالصف الآخر في الوقوف عند إشارات المرور!
ولا نرضى بالصف الآخر عند ركوب الطائرة
ولا نرضى بالصف الآخر في الدراسة
ولا نرضى بالصف الآخر حتى عند الخـبّـاز أو الفوّال !
فما بالنا نرضى الدنـيّـة في ديننـا ؟!
ونقف في الصفوف الأخيرة
وربما وقفنا فيما وراء الصفوف الأخيرة !
وربما قلنا - مُعللين لأنفسنا -: يكفي أن ندخل الجنة، ولو وقفـنا عند الباب !!
عجباً !
وكأننا ضمنا النجاة من النار
وكأننا زُحزحنا عن النار
وكأن لدينا ضمانة بدخول الجنة !
إن صكوك الغفران هي شأن النصارى والرافضة !!
لا شأن أهل السنة
وعالي الهمّـة لا يرضى بغير الجنـة
وعاليـة الهمـة لا ترضى بغير الجنة
فيا أخوتاه :
لنَجْري ونركض ونسارع ونُسابق إلى منازل الأبرار
فقد جاء الحثّ على ذلك ( وَسَارِعُواْ ) ، ( سَابِقُوا ) ، ( فَلْيَتَنَافَسِ )
وليكن حداؤنا :
ركضـا إلى الله بغـير زاد
إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد
وكل زاد عرضة النفاد
غير التقى والبر والرشاد
كتبه الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللّه السحيم حفظه الله