بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء أريد أن أوضح أننا نقع في خطأ حينما نعتقد أن رأينا أو أن العلم الذي وصل إلينا هو العلم اليقين الذي يجب ألا يخالفنا فيه أحد .. فإذا خالفنا فيه أحد فهو ( يأكل الحرام )
وأننا نقع في خطأ حينما يفتي شيخ نثق بعلمه بفتوى تحرم شيئا ما فنرى أن كل من خالف تلك الفتوى ( يأكل الحرام )
رغم أن تلك الفتوى يخالفها شيخ آخر يثق أناس آخرون بعلمه
ولست هنا لأرد على أي من الفريقين .. ولكنني أردت أن أتحدث عن المنهج الذي أرى أنه ينبغي لنا أن نتبعه في مثل تلك المسائل
نقطة أولى / في البدء أتمنى من كل من يدخل هذا الموضوع أن يضع نصب عينيه البحث عن الحق .. دون انتصار للذات .. أو اتباع للهوى
نقطة ثانية / والله الذي لا إله إلا هو ما اشتريت سهما في الـتامين إلا بعد أن أجاز الشيخ الشبيلي الشركات الخمس .. ثم أجاز الشيخ عبد الله المطلق الشراء في أسهم شركات التأمين التي أجازتها اللجنة الشرعية للراجحي والفتوى سمعتها بنفسي .. وقد علل للأمر بأنه يجب أن نثق في علمائنا علما وأمانة .
نقطة ثالثة / أنا أقسمت ليس لتزكية النفس بل حتى لا يظن بي أحد أنني أكتب هذا الموضوع لغرض في نفسي
نقطة رابعة / علماؤنا أعلام هداية .. فلا يحق لنا أن نتهمهم بالغش لنا أو التدليس .. أو بأنهم يبيعون آخرتهم بدنياهم .. لأنهم أباحوا التعامل في بعض الشركات .. بل يجب علينا أن نتقي الله فيهم .. وأن نحسن فيهم الظن .. وما ضاع جيل إلا بسبب استخفافه بعلمائه .. وهو ما أدى ببعض الخارجين إلى تقديس فتاوى المقدسي وأمثاله والتهكم على الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى ..وتبع ذلك ما تبعه من قتل للمسلمين في ديار الإسلام .
نقطة خامسة / الفرق بين اتقاء الشبهات وتحريم الحلال كبير .. فلك أن تتوقى وأن تبتعد عما ترى أن فيه شبهة .. ولكن ليس لك أن تحرمه إلا بدليل صحيح .. ولا يعني أن شيخا يرى تحريم أمر ما وآخر يرى تحليله أنه أصبح حراما اتباعا للشيخ الأول .. بل هو مما اختلف فيه .. والأصل في الأشياء الحل إلا ما قام الدليل على تحريمه .
نقطة سادسة / البعض يحرم التأمين ويستدل بأدلة الربا .. وهناك فرق بينهما .. والتأمين أنواع .
نقطة سابعة / هناك من العلماء الكبار من أجاز التأمين كله – فيما سوى التأمين على الحياة - ولهم أدلتهم .. ولا يعني اختلافنا أو اتفاقنا معهم أنهم على خطأ أو أننا على صواب .. ومنهم الشيخ عبد الله بن منيع والشيخ مصطفي الزرقا والشيخ القرضاوي وسواهم
نقطة أخيرة / كتبت ما كتبت لسبب واحد وهو أنني أتمنى أن نتوقف عن اتهام الناس في دينهم وأمانتهم .. وأن لا نجبر الناس على التصديق بصحة ما نعتقد ونرى .. وأن لا نحرم شيئا أجازه عالم إلا بتفنيد أدلة ذلك العالم تفنيدا علميا.. وأن نطرح وجهة نظرنا في الابتعاد عن المشتبهات دون جزم بالتحريم .. وأن لا ننتقص من قيمة العلماء .. ولا نطعن في دينهم وأمانتهم .. وأن نطرح الفتاوى التي تبيح والتي تحرّم ونترك أمر الجزم بالتحريم لسوانا .. ومن أعظم الآفات أن نقول على الله بغير علم .
ختاما / علينا أن نعلم أن التأمين – من حيث أصل النشاط - الذي لا اختلاف على تحريمه هو : التأمين على الحياة .. أما ما سوى ذلك فهناك اختلاف كبير فيه بين العلماء وهناك تقسيمات وآراء ليس هذا مجال ذكرها
ثم هناك اختلاف في تداول أسهم التأمين وعلاقة تداول السهم بنوع النشاط الذي تمارسه الشركة نفسها
ثم هناك التفريق بين أنواع التأمين م التجاري والتعاوني .. إلخ إلخ
نقطة : وقد وقع الاختلاف بين العلماء في كل شيء تقريبا – ما عدا أصل التوحيد – فنجد بعضهم يرى أن الركعة من الصلاة مع الجماعة لا تدرك إلا بإدراك الفاتحة .. وبعضهم يرى أنها تدرك بالركوع .. فعلى الرأي الأول لو أدركت الركعة الأولى من الفجر مثلا وهم ركوع ثم ركعت معهم .. فأنت لم تدرك الركعة .. وعليك أن تأتي بركعة مكانها .. بينما يرى الفريق الثاني أنك أدركت الركعة الأولى .. وأنك لو قمت لتأتي بركعة على رأي الأولين فإنك تكون قد صليت الفجر ثلاثا
فمن تتبع ؟
الدين يسر .. واختلاف العلماء رحمة
وفقني الله وإياكم لما فيه الخير