دخل فلته الكبيرة بسيارته الفارهة ورمى جواله على الكرسي المجاور له ودعا الخادمة أن تحضر له ماء قراحا كي يشربه .
ثم توضأ من ذلك الماء المحلى القادم من المنطقة الشرقية وصلى المغرب , وبعد الانتهاء من صلاته دعا الله أن يديم نعمة النفط الذي تنتجه المنطقة الشرقية وينعم البلد بخيرات ذلك النفط من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .
ثم ارتخى ساعة من الزمن بين المغرب والعشاء واستعجل فصلى العشاء استعدادا لوجبة عشاءه التي سيقدمها لضيوفه القادمين اليه وهي عبارة عن :
خمسة خرفان وأربعة تيوس (حيوانية ) يقابلها أربعة تيوس (بشرية ) مع مقبلاتها التي أبدعتها الأيدي اللبنانية التي تعمل في أحد المطابخ الكبيرة في تلك المدينة المزدحمة بالناس والعمارات والأسواق .
جاء الضيوف وأمتلئت بطونهم بكل خيرات المأدبة , وعندما عادوا إلى مجلسهم لشرب الشاي تداولوا في أمور سياسية ودينية واقتصادية .
شكروا الله جميعهم على نعمة النفط المنتج في حقول المنطقة الشرقية وعلى نعمة الماء المحلى القادم عبر الانابيب من بحر تلك المنطقة النفطية , ووضع كل منهم عودا في فمه لينظف أسنانه من بقايا اللحم وأمتد كل واحد بظهره على الفراش وكرشه المنفوخ يكاد أن يغطي وجهه المتأمل في السماء العاكسة لأنوار المدينة المضاءة بزيت النفط وأمواله … ثم حمدوا الله على نعمه , و لعنوا الرافضة !
الغريب في الامر أن أي انسان مهما كان وضيعا أو متدني الأخلاق لايمكن له إلا أن يشكر من يقدم له شربة ماء ليروي ضمأه .
فكيف بمن يلعن ويكره انسانا ينتمي الى بقعة مباركة من الأرض تروي ضمأ الملايين وتشبع بطونهم ؟!
وبسبب خيرها يركب اللاعنون السيارات الفارهة ويسكنون الفلل الكبيرة ويجوبون العالم ليتمتعوا بجمال البلدان !
لا أدري هل يستحق ذلك الرافضي السب واللعن لأن أرضه انتجت مالا وثراء يروي ضمأ ذلك اللاعن الذي انقذته أموال النفط من فقره وجوعه وحرارة طقسه الصحراوي ؟
ام ان اللعنة تعود على الباديء بها ؟!
لكن الغريب أن اللاعن لايزال يستمتع بثراءه ولعنه , والملعون لايزال يتعذب بفقره , برغم أن المال يأتي من أرض الملعون الى أرض اللاعن !
أي مفارقة تلك ؟ وأي نوع من الناس ذلك الذي يكره المكان الذي يمنحه الخير , ويتعصب الى المكان الذي لم يمنحه يوما سوى الجوع والكراهية ؟!