قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ، فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَقَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ. صحيح مسلم ( 3002 ) سنن أبي داود ( 4804 ) سنن الترمذي ( 2393 ) سنن ابن ماجه ( 3742 ) مسند أحمد ( 23823, 23824, 23826, 23827, 23828, 23830 )
إن المدح المبالغ فيه (التطبيل) له دوافع كثيرة، وربما يكون المادح وصولياً ويظل يمدح ويثني حتى يصل إلى مبتغاه من الممدوح ثمَّ ينقلب عليه إذا لم يجد مبتغاه.
أو يكون المادح ساذجًا، ومقلّدًا غيره، فهو تابع ومع ( الخيل يا شقراء)!
والغريب أنّ هذه النوعية فقط تمدح من أجل المدح دون هدف لتحقيقه!
الأمثلة على ذلك كثيرة، وربما يكثر التطبيل عند الشعراء ومن في حكمهم.
والتطبيل له صور كثيرة، وأمثلة عديدة، فقد تجد هناك من يطبّل لمديره في العمل، أو لأحد التجّار، أو لوزير من الوزراء، أو أميرٍ من الأمراء، أو يطبّل لأحد المشاهير، أو من ينتفع منه بشكل خاص.
ومن مساوىء التطبيل والمدح المبالغ فيه، أن المادح قد يضر الممدوح دون أن يشعر، فيجعله يزيّن عمله، ويستمر عليه، حتى يؤدي به إلى المزالق.
ومن مساوىء التطبيل أنّ المادح لا يّظهر عيوب الممدوح، فيجعله يتمادى في أخطائه، وصديقك من صدقك وليس من صدّقك.
هذه رسالتي لكل مطبّل:
الناس تعرف وتدرك أنك مطبّل وبامتياز، فهل أدركت ذلك جيداً؟
وهل أدركت أنّ المطبلين مكروهين من المجتمع؟!
فما هي رسالتكم للمطبلين ؟! وهل يستحقون من يحثو على وجوههم التراب؟!