في بغدد حيث مدينة الخيرات سار براحلته من نجد حيث كان الفقر و الجوع إشترى بعض من حبوب القمح و الشعير و شيء من القهور ثم حملها على ظهر راحلته وسار قاصداً نجد.
سار على قدميه ممسكاً بخطام راحلته وفي الطريق صادف رجلاً يسير على قدميه , فطلب الرجل من صاحب الرحلة الرفقة إن كانت وجهته نجد .
سار الإثنان في الطريق يؤنس كل منهما الأخر ويكون عوناً له في طريق موحش حيث لا أمان من بعض الإنسان ولا من وحوش الحيوان .
وفي ليلة إستلقيا فيها الإثنان على ظهرهما للنوم وهما ينظران إلى نجوم تتلالى في سماء صافية ,سأل الرجل صاحب الراحلة عن عمله . فأجاب بأنه يشتغل بالتجارة و أنه يحضر البضاعة من بغداد ليبعها في نجد .
قال الرجل وماذا أحضرت هذه المرة ؟ أجاب صاحب الراحلة أنه أحضر قمح و شعير و قهوة . قال الرجل , أجل أحضرت كمية كبيرة . قال صاحب الرحلة ليست كبيرة فالقمح و الشعير و القهوة هم الموجودين على الجانب الأيمن من الراحلة . قال الرجل : إذن ماذا على الجانب الإيسر من الراحلة . قال صاحب الرحلة : ماعلى الجانب الأيسر هو رمل وضعته حتى تتعادل الكفتان على جانبي الراحلة .
قال الرجل : ولماذا تضع الرمل ! لماذا لم تقسم البضاعة على الجهتين عندها يخف الحمل على الراحلة و تستطيع الركوب بدل المشيء على القدمين !
قال صاحب الراحلة يالها من فكرة ذكية . لكن قلي ماذا تعمل أنت و كيف حالك ؟ قال أنا فقير وغداي يطرد عشاء .
قال صاحب الراحلة إذن دعني على غباي و الأفضل لنا أن ننام .