أطلقت الجمهورية الإسلامية ما يسمى ب "يوم القدس العالمي" عام 1979، وفيه تدعو إلى تضامن المسلمين في المنطقة والعالم مع الفلسطينيين والقدس، لكنه في الحقيقة يوم دعاية لإيران وأداة لكسب التعاطف مع مخططاتها في المنطقة
كما في كل عام منذ 1979، أحيى الإيرانيون، اليوم الجمعة، ما يسمى ب"يوم القدس العالمي" الذي أطلقه المرشد الإيراني السابق الخميني، في أعقاب الثورة الدينية التي غيّرت واقع بلاد الفرس، وهدفه المعلن دعوة المسلمين للتضامن مع الفلسطينيين والقدس، إلا أنه في الباطن يوم دعوة للمسلمين للتضامن مع إيران وثورتها الدينية على حساب الفلسطينيين، وأداة لمقارعة الدول السنية وعلى رأسها السعودية.
وقد حدّدت إيران أن يكون يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، في محاولة لتربط بين المناسبة الدينية وبين طموحاتها السياسية في المنطقة.
وأصدرت حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، اللتان ترحبان بالدعم الإيراني بعد شح قنوات الدعم العربية، أمس الخميس، بيانين للتذكير بالمناسبة وفيهما دعوة "لنصرة فلسطين وشعبها المقاوم وتعزيز صموده على أرضه"، وغيرهما لم تحظ نداءات إيران على اهتمام كبير من قبل الفلسطينيين.
وواحدة من مظاهر "يوم القدس" التي تتردد كل سنة هي حرق أعلام إسرائيل والولايات المتحدة في إيران، وعواصم عربية وأجنبية تتضامن مع إيران وحزب الله. فقد أدرجت إيران في يوم الاحتفالات المخصص للقدس، نشاطات للاحتفال بمنظمة حزب الله، حيث ترفع أعلام المنظمة التي تتعهد بتحرير الأقصى رغم أنها مشغولة في الراهن في سوريا واليمن وتنظر "الوقت المناسب" لتحرير القدس.
ومن المشاهد التي دخلت على يوم القدس العالمي هو حرق العلم السعودي، وإضافة عائلة "آل سعود" إلى قائمة القوات التي تعاديها إيران، وتربطها بيوم القدس.
ولو كانت نوايا إيران من رعاية ما يسمى "يوم القدس العالمي" في الماضي غير واضحة، فهي اليوم لا تخفى عن عاقل. فوجود إيران وحزب الله في سوريا واليمن تدل على أن أولويات المشروع الإيراني في المنطقة لا تمت بصلة إلى القدس، وإنما همه نشر ثورته الدينية وحماية الأماكن المقدسة الخاصة بالشيعية أكثر من الأقصى. والطريق الأقصر لحشد التعاطف العربي مع مخططات لا تخدم الفلسطينيين حقيقة هو "مقارعة" إسرائيل، حسب تعبير المرشد الأعلى، وخلق الوهم بأن إيران وحزب الله هما من سيحرران القدس.