لم يكن العراف العراقي الشاب احمد صلاح الدين الوحيد الذي اعتمد عليه الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قراءة المستقبل، ولكنه قد يكون الوحيد الذي نجا من الموت على يديه ولم يكن مصيره القتل كما قتلت تلك العرافة التي تسكن مدينة السماوة جنوبي العراق التي ابلغته قبل اكثر من عقد ان حكمه سيسقط بخيانة من المقربين له بعد 23 سنة من حكمه.
احمد صلاح الدين كان يملك فعلا قدرات خارقة كالتكهن بالاحداث قبل وقوعها والتخاطب عن بعد ورؤية ما خلف الجدران والحواجز.. انه باختصار جهاز تحكم عن بعد بشري.
وكان احمد يظن الناس سيشعرون بما يشعر ويرون ما يراه ويقدرون على ما يقدر عليه ويؤثرون مثله في الاشياء، ولكنه اكتشف العكس عندما قابل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، الذي استفاد من هذه القدرات كما استفاد من غيرها.
عرف صدام حسين بانه كان اكثر الرؤساء العراقيين والعرب والعالميين اهتماما بالجوانب الامنية، فهو اول رئيس يعرفه العراقيون يحيط نفسه بجهاز حماية واسع يمتلك كل القدرات التكنولوجية لتنفيذ مهامه واضاف اليها القدرات «الباراسايكولوجية» واية قدرة متاحة ما دامت تحقق له الامان والاستمرار في الحكم.
العراقي الشاب احمد روى لـ«الشرق الأوسط» قصته مع الرئيس قائلا «عندما قابلت صدام حسين وتعرف على قدراتي الخارقة واختبرني للتأكد من انني امتلكها فعلا، قرر ان اعيش في منطقة محرمة من القصر الجمهوري لا يصل اليّ احد ولا اصل الى احد، ولكنهم كانوا يرافقونني بشكل مستمر حتى انني ظننت انني كنت سجينا في هذا القصر ولست ضيفا، وكان غالبا ما يصطحبني معه في جولات ليلية في بغداد والمحافظات العراقية ويحاول استنطاقي حول امور شخصية تخص مناوئيه». قال احمد انه ابلغ الرئيس العراقي المخلوع بمقتل ابن خاله (عدنان خير الله) وزير الدفاع العراقي الاسبق الذي يؤكد اكثر من واحد ان صدام هو الذي قتله وان علاقته بزوجته (ساجدة خير الله) قد ساءت كثيرا بسبب قتله اخاها.. وقال لصدام ان الجيش العراقي سيغزو الكويت، وفعلا جرى الذي جرى عام 1990، فجاء صدام وارسل في طلب احمد وقال له: «ان الذي اردته انت قد فعلناه.. لقد دخلت قواتنا الى الكويت وهي بأيدينا الآن، فاخبرني هل سيغزونا الاميركيون؟ وما ان اكمل كلامه حتى اجابه احمد: «لنخرج من الكويت سريعا ونستجيب للمطالب العالمية».
وفي عام 1992 بينما كان احمد لا يزال مستضافا كسجين في القصر الجمهوري، توقع ان حسين كامل زوج ابنة الرئيس العراقي السابق سيهرب من العراق الى الخارج وسيفعل كذا.. وسيفعل كذا وكذا، وبدلا من ان يكرمه صدام أمر بأن يسجن، فمن كان يمكن ان يشك في ولاء واخلاص حسين كامل واخوته وهم من اقارب الرئيس. لكن الذي توقعه احمد تحقق عام 1995.
لم يتعرض احمد خلال سجنه الى اي تعذيب جسدي واكتفوا بأن يعذبوه تعذيبا نفسيا، كانوا يسمعونه آهات وأنين الذين يعذبونهم بالقرب منه كما جعلوه يسمع بأذنيه تعذيب اهله.
وكشف احمد صلاح اسلوبا كان يتخذه صدام مع لجان التفتيش الدولية عندما قال انهم كانوا يصطحبونه الى غرفة مجاورة الى الغرفة التي يجري فيها كبير مفتشي الأمم المتحدة (رالف ايكيوس) مباحثاته مع الجانب العراقي حول اسلحة الدمار الشامل.. ويطلبون منه ان يخبرهم بماذا يفكر (ايكيوس) وان يتكهن لهم بالاحداث.
اطلق سراح احمد من سجنه ولكنه لم يفصح ابدا عما اذا كان قد اخبر صدام بأن انهيار حكمه سيكون يوم 9 ابريل (نيسان) 2003 ورسم له سيناريو الاحداث التي ستجري، لكن امرأة عراقية من مدينة السماوة جنوبي العراق قالت له بصراحة عندما استقدمها مرة من مدينتها بعد ان عرف انها تمتلك قدرات (باراسايكولوجية) متميزة «ان مدة حكمك ستكون 23 سنة وفي السنة الرابعة والعشرين ستتعرض الى خيانة من لدن المقربين اليك وتكون نهاية حكمك بسببها».. فما كان من صدام الا ان امر بقتلها ولم تعد الى اهلها وبيتها وعائلتها، كما قال احد افراد عائلتها.
وضعت عناصر من جهاز الاستخبارات العراقي يدها على مجموعات كبيرة من كتب السحر والقدرات الخارقة في المدن التي حدثت فيها ومنها مدينتا كربلاء والنجف ونقلتها الى القصر الجمهوري، حيث تسلمها المكتب الخاص للرئيس لمعرفتهم باهتماماته الكبيرة بالسحر والشعوذة واعتماده عليهما في اطالة حكمه.
وتذكر موظفة في مديرية الرقابة البريدية في وزارة الاعلام ان الكثير من كتب السحر والقدرات الخارقة التي كانت ترد الى العراق كانت تحجز بحجة انها ممنوعة وتجمع كلها وترسل الى الرئيس لولعه بها.
وللتدليل على اعتماده السحر والشعوذة لادارة حكمه وبدافع من الهاجس الامني فانه فكر منذ وقت مبكر بانشاء مركز للقدرات الخارقة في جامعة بغداد يديره احد كبار المهمين في هذا المجال، ومهمة هذا المركز لم تقتصر على الدراسات والبحوث فقط وانما البحث عمن يمتلك قدرات خارقة وعرضه على الرئيس ليستفيد من قدراته.
ويتوقع احمد ان الوضع في العراق لن يسوء اكثر وانه سيستقر بعد ستة اشهر وسيعود فيه النظام الملكي ولكن بعد مدة طويلة.
ولأول مرة يخرج احمد صلاح عن محيطه الوطني ليتكهن بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيصاب بالشلل.