تربه – – عبدالله المسلط :
“أين أبي؟” كانت هذه الكلمات التي نطقت بها طفلة حراز بن ذكار البقمي متسائلة عن أبيها وعن سبب غيابه، بعد أن حرموا منه في خضم فرحة العيد في حادث إطلاق نيران عليه من قبل أفراد دورية المجاهدين.
وكان “حراز” قبل أسبوع من عيد الفطر المبارك متجهاً برفقة نواف بن راشد البقمي (زوج ابنته) وابن عمه محمد العقيلي البقمي الى تربة،نحو حوش أغنام أخ الفقيد، وحين مرورهم بمنطقة مرتفعة كانت هناك دورية تابعة للمجاهدين، ولم يكن هناك أي لوحات تحذيرية، أو أنوار مضاءة، ولم ينتبهوا إلا لإطلاق النار من قبل أحد أفراد دورية المجاهدين دون تحذير أو تنبيه أو طلب بالتوقف.
الطلقة أصابت الفقيد حراز في جنبه الأيمن بعد اختراقها الباب الخلفي للسائق والثلاجة بين السائق والراكب، لتصيب خصره الأيمن،وتخرج من الأيسر.
هذا وتم نقل المصاب على الفور إلى مستشفى “تربة العام” لإسعافه ثم نقل إلى مستشفى الملك عبدالعزيز في الطائف وهناك وبعد يومين من حالته الحرجة توفي.
ويستنكر مرافق الفقيد ما قامت به الدورية من إطلاق للنار دون تنبيه أو طلب من السيارة بالتوقف، مشيراً إلى أن ما حدث يعد استهتاراً ويحتاج لوقفة محاسبة من المسؤولين.
“” زارت بيت القتيل المتواضع في أحد أحياء مدينة تربة ووقفت على حالة ذويه المادية السيئة، ومطالبات أبنائه بالتحقيق الجاد في الأمر، ومعرفة من أمر القاتل بإطلاق النار وكيفية ذلك في غضون لحظات!
من جانبه ذكر مدير إدارة شرطة تربة العقيد علي بن عبدالله الأسمري ذكر بأنه تم فتح تحقيق في اطلاق النار وتمّ اخذ أقوال مطلق النار وتصديقها لدى محكمة تربة العامة .
جدير بالذكر أن الفقيد “حراز بن ذكار” خدم القطاع الأمني 32 سنة، وتقاعد قبل سنتين، ويعول أكثر من 10 أشخاص في بيته.