بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جنس المحــــارم:
تحت هذا العنوان المثير .. أو قل الخبيث ، تحرص المواقع الإباحية ؛ علي نشر قذاراتها بين شبابنا المسلم ؛ في شكل قصص جنسية بغيضة ، تدعي أنها وقعت بين محارم ، وقد توثقها ببعض الصور لأناس غربيين علي غير ديننا ، بأسماء عربية .. لتوهم القاريء الغض بأنهم يشبهونه ، وأنها حدثت بالفعل في زمان ومكان معينين ، ليسا بعيدين عنه ، بل وتدعوه الي تجربتها في صفاقة لا نظير لها !
للوهلة الأولي ؛ تبدو القصص مكتوبة بإسلوب سلس وبسيط ، ولغة تتناسب والشباب العربي في مختلف مراحلهم العمرية ، وتستهويهم بلغتها السهلة واسلوبها الشيق ، وتستحوذ علي اهتمامهم .. كتبها علي ما أعتقد كتاب متمرسون ، يمعنون في وصف أدق التفاصيل ، ويطعمون فقراتها بألفاظ نابية خادشة للحياء لتتعودها ألسنة القراء ، ويخفون بين سطورها دعوتهم الفاسدة الي الفجور . . والشذوذ .. مؤدين دورا تدميريا تتعدد فيه أساليبهم .
ولكن .. لماذا هذا الإصرار علي المحارم ( مفردة ) و ( معني ) ؟ ولماذا كل هذه الرغبة التدميرية للأسرة والمجتمع والدين ؟ لماذا كل هذا العداء ؟
الأمر لا يصعب علينا فهمه ، فالصراع تاريخي .. سنة كونية من سنن الله في أرضه ، التدافع .. بين الحق والباطل ، الخير والشر .. لتعرف حقيقة هؤلاء الناس ، طبيعة اللعبة التي يديرونها ضدنا ، والدور الذي يمثلونه علينا ..
الهدف هو تدمير علاقتنا بربنا ، بأسرنا .. بمحارمنا .. بأقرب الناس الينا وأحبهم إلي قلوبنا وأنفسنا .. فتنهار مجتمعاتنا المتماسكة ، وتنهار علاقتنا بربنا ، فلا تقوم لها بعد ذلك قائمة ..
ثم ماذا بعد الأم والأخت والعمة والخالة ؟ ماذا يتبقي لنا من رجولتنا .. نخوتنا .. شهامتنا .. بعدهن ؟ وما الذي يميزنا - أعزكم الله - عن سائر الحيوان ، وقد كرمنا الله فخلقنا بيده وأسجد لنا ملائكته ، وحملنا أمانة أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها ، بل وأشفقن منها ؟
وما قيمة وجودنا .. إذا أصبحت حياتنا فارغة من كل معني ؛ خاوية من كل قيمة .. حتي نضيع أماناتنا .. ومن نعول .. ومن يفترض فينا أن نوفر لهن الرعاية والحماية .. ؟
ولن ينسي التاريخ جدودا ، عبروا حدود جزيرتهم ، وانتشروا في الأرض واستعمروها .. وأقاموا دولة النور والحق والعدل ، حتي امتدت حدودها من الصين شرقا إلي المحيط الأطلسي وحدود فرنسا غربا ، يخشي الأعداء عودتهم فينا .. كانوا يثورون للشرف والكرامة .. ونحن لا نثور ، ويقاتلون إعلاءا لكلمة ربنا دفاعا عن الأرض والعرض .. ونحن لم نعد نقاتل ..
لقد أسفر أعداؤنا عن حقيقة نواياهم .. وجاهروا بعدائنا فلم يخافوا منا لضعفنا .. وبعدنا عن ربنا .. وديننا ..
لقد ابتعدنا كثيرا كثيرا .. وليس لنا من سبيل إلا أن نعود .. قبل أن يضيع كل شئ .