كتب الدكتور ريتشارد بيرنارد
البريطاني- من قناة البي بي سي
في مقاله المشهور
لماذا أعشق كوريا بينما لا أحب إنجلترا التي تسري في دمي ..؟
حدث قبل أيام بث حلقة من البرنامج المشهور "ستار كينغ" والذي هو عبارة عن برنامج مواهب يستضاف فيه جميع الموهوبين من جميع أنحاء العالم وبعد الاستضافة يوزعون على الوكالات والشركات لتتبنى مواهبهم.
المشكلة ليست في البرنامج
المشكلة أنهم استضافوا ضيفاً من هونج كونج الصينيه وقد اتضح أنه موهوب بالغناء والتمثيل وبعد أن قام بغناء أغنيةً، قام بخلع ملابسه ليفاجئ الجمهور بإرتدائه ملابس عربية تحتها ( الثوب والشماغ ) ويمسك ببندقية بلاستيكية ووجهها مباشرةً إلى مذيع البرنامج ليهاجهمه ممثلاً بذلك رجلاً مسلماً يحاول القتل .. فماذا حدث ؟؟؟
يقول كاتب المقال البريطاني:
- هل بقي البرنامج يبث حتى انتهائه وهو لايزال في بدايته ..؟
- هل ضحك الجميع وصفق لمهارات الرجل ..؟
بالتأكيد هذه الأشياء ستحدث في بلادي وبعض البلدان المجاورة، ولا أخفيكم أنني رأيتها في بلاد المسلمين.
ولكن ماحدث بعد ظهور الرجل بالبرنامج هو:
1- قطع بث القناة بأكملها من الأقمار الصناعية !!
2- وبعد 7 دقائق ظهر رجل أنيق جالساً على كرسي من الجلد الفاخر وطاولة عليها مفرش أبيض منمق، يعتذر بلهجة رسمية صارمة عما حدث وأنهم مخطئون وسوف يصلحون هذا الخطأ.
اتضح فيما بعد أن وزير الإعلام الكوري يعتذر للمسلمين كافة عن هذا الخطأ وألقى باللوم على ثقافة الضيف القليلة تجاه الديانة الإسلامية.
أما اعتذاره الثاني فقد وجهه للمملكة العربية السعودية لإستخدامهم زيهم بشكل غير لائق.
في سبع دقائق إستطاع الوزير أن يعقد اجتماعاً طارئاً و يسن القوانين ويضع العقوبات اللازمة لحل هذه المشكلة الكبيرة في رأيه.
فقد وجه الإتهامات التالية:
1- أنه تصرف بشع.
2-اتهام لشرف المسلمين
3-أن الجهّال سيصدقون ذلك.
4- استخدام الزي السعودي في موقف سيء
5- مظهر من مظاهر العنف حيث أن البرنامج عائلي ويشاهده الأطفال من السابعة ومافوق.
أما عن العقوبات الموجهة
فقد اتخذت بحذر شديد وهي:
1- إيقاف البرنامج من البث لمدة شهرين متواصلين.
2- إيقاف القناة لمدة 3 أيام متواصلة.
3- تسفير الضيف بعد حبسه 48 ساعة .
القناة بثت رسالة اعتذار طوال الثلاثة أيام ( مدة إيقافها ) ووضعت نسخة على موقعها الالكتروني ونسخة في موقع البرنامج.
الغريب هنا ليس تصرف القناة الكورية بل كاتب المقال فهو بريطاني الجنسية غير مسلم فهو يرى ويتعجب أنهم فعلوا كل هذه الأشياء لمجرد لقطة عفوية من الضيف وليست بقصد من البرنامج بينما هنالك الكثير من المسلسلات العربية والإسلامية التي تسخر من المسلمين أنفسهم، والمسلمون يضحكون على أنفسهم ويسخرون من أنفسهم وإن انتقدوا ذلك فلن يفعلوا شيئا.
متى نتوقف عن إنتقاد و تجريح ديننا أو رموزه كاللحيه أو الثوب غير المسبل أو الملتزمين ومعاقبة من يسخرون منهم؟