- حماس حركة مقاومة وطنية.. ويؤخذ على أمريكا تصنيفها كإرهابية
- إشادة ترامب بجهود قطر في مكافحة الإرهاب أبلغ رد على الحملات المشبوهة
- ترامب أكد أن قطر شريك استراتيجي في الحرب على الإرهاب
- الدوحة وواشنطن ملتزمتان بتحقيق شراكة فاعلة تخدم الأهداف المشتركة
- التنسيق القطري الأمريكي في محاربة الإرهاب يعكس متانة العلاقات
- قمم الرياض عززت الفهم المشترك وصحَّحَت الصور المشوهة المغلوطة
- مطلوب تضافر الجهود الدولية لمكافحة وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب
نجحت القمم الخليجية والعربية الإسلامية - الأمريكية التي احتضنتها المملكة العربية السعودية الشقيقة بكل المقاييس، وحققت المطلوب منها، على مستوى الدول المشاركة، بشكل فردي أو جماعي.
وشهدت جلسات ولقاءات هذه القمم، بمشاركة قطرية فاعلة، برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه»، مباحثات معمقة، تناولت بكل وضوح وصراحة، العلاقات بين دول مجلس التعاون وأمريكا، وكذا بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة، ناهيك عن القمة السعودية الأمريكية التي خصص لها يومٌ كامل، وتخللها توقيع عقود وصفقات بمئات المليارات من الدولارات.
جرت كل هذه الوقائع المهمة في مناخ مفعم بالمحبة والصداقة، وأجواء حميمية، رتبت لها، الشقيقة المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله»، وكانت النتائج، فيما يعنى بكل أجندة هذه القمم، على الصعد السياسية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب والتطرف، محل ارتياح جميع القادة والزعماء والمتابعين في داخل المنطقة وخارجها، وشددت نتائجها على ضرورة رفع مستوى التعاون ومواجهة التحديات ومنها تحدي الإرهاب والتطرف وإقامة شراكات استراتيجية راسخة وحقيقية في اتجاهين لمصلحة كل الأطراف.
وفي سياق هذه القمم المهمة، بحث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه» مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس في الرياض، سبل تطوير علاقات البلدين وتعزيزها في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما الإستراتيجية المشتركة لاسيما في المجالات الأمنية والدفاعية والاقتصادية.
وتناول اللقاء كذلك سبل تعزيز التعاون بين البلدين ودعم الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف اللذين يهددان الأمن والاستقرار في العالم، فضلاً عن تبادل وجهات النظر حول آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية لاسيما آخر المستجدات في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
واتفق الجانبان في هذا الخصوص، على ضرورة استئناف عملية السلام، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع في كل من اليمن وسوريا. ولا شك أن جميع هذه القضايا التي تناولها لقاء سمو الأمير المفدى والرئيس الأمريكي، من الأهمية بمكان لكل من قطر والولايات المتحدة، وتعمل الدولتان سوياً لإيجاد الحلول الملائمة لها، سيما وأن العلاقات القطرية الأمريكية، تتسم على الدوام بالثبات والقوة في كل الظروف والأوقات، فهي علاقات صداقة وثيقة وعميقة الجذور، تنطلق من قاعدة المصالح المشتركة ومبادئ السيادة وعدم التدخل في شؤون الغير، وعلى قاعدة الفهم والاحترام المتبادل. ويؤكد لقاء سمو الأمير المفدى مع الرئيس الأمريكي، متانة العلاقات القطرية الأمريكية وتجذرها مع مرور الأيام، رغم الكثير من التقلبات والاضطرابات وحالات عدم الاستقرار الإقليمية التي تشهدها المنطقة. فالإرهاب والتطرف، وهما من القضايا التي بحثها الزعيمان، أصبحا قضية عالمية، تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي ومنه قطر وأمريكا للتصدي لها وتجفيف مصادر تمويلها وتخليص العالم من شرورها.
كما أن الجمود الحالي في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يتطلب البحث وبجدية ومصداقية عن تسوية شاملة وعادلة للصراع.
أما ما يجري في سوريا واليمن، فهو أيضاً قضية إقليمية ملحة أصبح لها بعدها العالمي، ما يعني بذل جهود إضافية لوضع نهاية سريعة لها عبر حلول سياسية ناجعة، ما يتطلب بدوره، الوعي بمخاطر الصراعات والحروب والتجاذبات التي تهدد دول المنطقة، وتمتد أبعادها لاستقطابات إقليمية ودولية غير محمودةٍ البتة.
ومن منطلق اللقاء بين الزعيمين الكبيرين، إزاء الملفات التي تناولاها وتباحثا بشأنها، تتضح أهمية العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، سواء على الصعيد الثنائي أو على صعيد خدمة القضايا الإنسانية الدولية، بما يجعل عالم اليوم أكثر أمناً وسلاماً واستقراراً في ظل تحديات جسيمة وعديدة غير مسبوقة.
لذلك كله نستطيع أن نقول إن ما يربط بين الدوحة وواشنطن هو التزام قوي بتحقيق شراكة فاعلة تخدم الأهداف المشتركة، وهو ما يلحظه كل متابع لمسيرة تصاعد وتيرة هذه العلاقات، وما تتمتع به من ثقة وتفاهم متبادل يحفزها ويدفع بها كل يوم خطوات إلى الأمام وهي تمضي على مسارها الصحيح في شتى مجالاتها.
وما يؤشر بقوة على متانة العلاقات القطرية الأمريكية والتنسيق بين البلدين الصديقين لا سيما في مجال محاربة الإرهاب، تأكيد الرئيس ترامب لدى مخاطبته القمة العربية الإسلامية الأمريكية، على أن دولة قطر هي شريك استراتيجي في الحرب على الإرهاب، وفي ذلك أبلغ رد على ما يتم بثه من مقالات إعلامية من قبل عدد من المنظمات التي تعمل ضد قطر، فيما يتعلق بالإرهاب، والادعاء بتعاطف الدولة أو تجاهلها لأفعال الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط. وهو ما أكد عليه أمس الأول مدير مكتب الاتصال الحكومي من أن ما تضمنته هذه المقالات من مزاعم، مجرد آراء ومغالطات وافتراءات عارية عن الصحة وخاطئة كلياً.
وجاءت كلمة ترامب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية كما توقع لها الكثيرون تصالحية وشاملة، أكد فيها إصراره ضمن تضافر الجهود الدولية، على مكافحة قوى الشر والإرهاب والتطرف باعتبار ذلك، أكبر تحدٍّ يواجهه العالم، وقال إن المسلمين هم أكثر ضحايا هذه الظاهرة، ما يعني أنه لم يربط بين الدين والإرهاب.
كما دعا لتعزيز الشراكة على أساس المصالح والتعاون، وإلى التسامح والتعايش بين الديانات والحضارات، واعتبر هذه القمة نقطة انطلاق وتحول رئيس في العلاقات بين أمريكا والعالم العربي والإسلامي لتحقيق هذه الأهداف. وقال ترامب إن السلام ممكن بما في ذلك بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه لم يوضح آليات ذلك، ولم يذكر حل الدولتين، بل ترك الأمر مبهماً، حتى دون أن يحدد جدولاً زمنياً لإطلاق المفاوضات.
ونقول لترامب إن المطلوب أفعال وليس أقوالاً، فكل الرؤساء الأمريكيين تحدثوا عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنهم لم يفعلوا شيئاً للأسف حتى تركوا السلطة، وبقي الحال والجمود محلك سر.
لكن ما يؤخذ على الولايات المتحدة، وهو ما ذكره الرئيس ترامب في خطابه، تصنيف حركة حماس، وهي حركة مقاومة إسلامية وطنية، على أنها حركة إرهابية، في انحياز فاضح وصارخ لإسرائيل، فهل يُعقل أن يوصم من يقاوم لتخليص وطنه من الاحتلال والحصار والقتل والتشريد بالإرهابي؟
لقد كانت كل هذه الفعاليات والقمم التي تخللها افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» .. وتوقيع مذكرة تفاهم أمريكية خليجية، تتعلق بمراقبة تمويل الإرهاب، فرصة سانحة ومواتية لجميع القادة والزعماء المشاركين، لتعزيز الفهم المشترك وتصحيح الصور المشوهة المغلوطة حول المواقف والخيارات، وتبني آليات إضافية وجديدة، لتعزيز التعاون وتعميق الشراكات القائمة، واستكشاف فرص تعاون جديدة وتخطي أي تحديات خلال المرحلة القادمة، الماثل منها حالياً، أو ما يستجد منها بمرور الأيام، قد تعيق التقارب والسير إلى الأمام لتغليب الخير وهزيمة الشر الذي يتربص بالجميع.