أوقات عصيبة تنتظر دونالد ترمب والأمة الأميركية، فقد تسبب الرئيس بكارثة ينبغي تداركها سريعا فهل من رجل يتصدى لها؟
تلك بإيجاز خلاصة ثلاثة مقالات سوّدت صفحات اثنتين من أكبر صحف الولايات المتحدة نفوذا وأكثرها رصانة.
فرئاسة ترمب -من وجهة نظر الكاتب نيكولاس كريستوف- ربما هي تتداعى الآن وتتجه نحو الفوضى. فالرئيس -كما يرى أحد أبرز الصحفيين الأميركيين في مقال بصحيفة نيويورك تايمز- يواجه لحظات عصيبة شأنه شأن البلاد كلها.
وقال إن قرار ترمب بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدراليجيمس كومي أفضى إلى تعيين روبرت مولر مستشارا خاصا لرئاسة التحقيق بشأن التدخلات الروسية في انتخابات الرئاسة الأميركية.
وأضاف أن مولر يمثل "كابوسا" لترمب، فهو يحظى باحترام الحزبين الجمهوري والديمقراطي نظرا لكفاءته ونزاهته، "فإذا ظن ترمب أنه أزال شوكة بإقالته كومي فإنه يواجه الآن حقلا من الأشواك".
ونوه كريستوف في مقاله إلى أن هناك درسا مهما تنطوي عليه إقالة كومي وما تلتها من تداعيات، وهي أن الضغوط تكتسب أهمية في مثل هذه الأحوال. فالرأي العام هو من أحبط محاولات الجمهوريين لإجهاض برنامج أوباما للرعاية الصحية (أوباماكير)، وهو نفسه الذي سيضمن جزئيا نزاهة التحقيقات في تدخلات روسيا.
وبرز في صحيفة واشنطن بوست مقالان، أحدهما بقلم إي جي ديوني الباحث في أحد مراكز الدراسات الأميركية وقد اختار له عبارة "ترمب تسبب بكارثة. دعونا نضع حدا لها سريعا" عنوانا.
فقد رأى الكاتب أن هناك قضية واحدة في السياسة الأميركية تشغل الساحة الآن، وتساءل "هل لنا أن نحث الخطى نحو وضع نهاية لقصة ترمب، أم أن حكومتنا ستظل غارقة في وحل الفضائح وفقدان البوصلة والعجز والركود لشهور عديدة أخرى أو حتى لسنوات؟".
وقال إن ثمة مفارقة كبرى في هذا السؤال، فمصلحة الديمقراطيين الضيقة تكمن في أن يظل في منصبه حتى مشارف انتخابات الكونغرس النصفية في 2018 بقدر الإمكان، لكنهم في الوقت نفسه يستحثون الخطى لحل هذه الأزمة عاجلا وليس آجلا.
أما الجمهوريون فإن وضعهم سيكون أفضل إذا ما أزيح ترمب من مسرح الأحداث، لكنهم مع ذلك يتلكؤون حتى الآن في اتخاذ القرار.
وجزم الكاتب بوجود أدلة دامغة تثبت أن ترمب غير قادر "لا من حيث المزاج ولا العقلانية" على أداء واجباته الرئاسية، وزعم أن الرئيس يتحرى الكذب وتتملكه السعادة الغامرة "بحرق مصداقية أي من العاملين معه"، وشبه بيانات البيت الأبيض بتلك التي يصدرها الكرملين بانتظام من حيث قابليتها للتصديق.
ومضى الكاتب في انتقاداته اللاذعة قائلا إن فلاديمير بوتين "صديق ترمب لم يستطع مقاومة إغراء التدخل مرة أخرى في شؤننا السياسية فقد عرض موافاة الكونغرس بمحضر لاجتماع رئيسنا بدبلوماسيين روس كبار لتبيان المعلومات الاستخباراتية العالية السرية التي تقاسمها معهم".
أما ثاني المقالات التي حوتها صحيفة واشنطن بوست الخميس فكانت بقلم الكاتب كارتر إيسكيو، الذي اعتبر أن ما يجري الآن في الولايات المتحدة يمثل اختبارا لقادتها ومؤسساتها فيما إذا كانت لديهم الشجاعة والمرونة للتصرف بما تمليه عليهم المصلحة الوطنية.
وقال إن المصالح الوطنية الأميركية تبدو جلية يوما بعد يوم "فنحن بحاجة أولا لتحقيق شامل وعادل فيما تفعله روسيا لتقويض ديمقراطيتنا وفي الكشف عن أي تواطؤ محتمل بين فريق الرئيس ترمب والروس".
"كما أننا بحاجة ثانيا لتحقيق دقيق وصريح بشأن أي محاولات للرئيس (ترمب) منذ الانتخابات للتأثير أو إحباط مجرى التحقيقات في علاقاته هو أو فريقه بروسيا".