مر إبراهيم بن أدهم ذات يوم على سوق البصرة فلما عرف الناس أن إبراهيم بن أدهم بينهم أسرعوا إليه والتفوا حوله وهو العالم الزاهد العابد التقى الورع وقالوا له : يا أبا إسحاق: ما لنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟
فقال إبراهيم بن أدهم: لعشرة أسباب- أرجو أن تتدبروا الأسباب-
قال: لعشرة أسباب، قالوا: هاتها يرحمك الله...
قال:
عرفتم الله فلم تؤدوا حقوقه،
وزعمتم أنكم تحبون رسول الله وتركتم سنته،
وقرأتم القرآن ولم تعملوا به،
وأكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها،
وقلتم: إن الشيطان لكم عدو ولم تخالفوه،
وانتبهتم من نومكم فانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم،
وقلتم: إن الموت حق ولم تستعدوا له،
وقلتم: إن الجنة حق ولم تعملوا لها،
وقلتم: إن النار حق ولم تهربوا منها،
ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم.
هذا واقعنا وحالنا.
فمن الُهم الدعاء فإن الإجابة معه لكنى سأبين لحضراتكم شروط قبول الدعاء لماذا لا يستجيب الله دعاءنا؟ فالدعاء صلة تربط العبد بسيده ومولاه لا سيما فى هذا الزمان التى تزاحمت فيه الضوائق والكربات وتعددت فيه الفتن والمشكلات والأزمات، وأصبح المسلم ينظر حوله فى حيرة ودهشة من أمره.
هنا يجب على المسلم والمؤمن أن يطرح قلبه بذل وانكسار بين يدى العزيز الغفار وأن يقوم ليبث لسيده ومولاه همومه وشكواه وهو يقول:
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا وبت أشكو إلى مولاى ما أجده
فقلت يا أملى فى كل نائبة ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أمورا أنت تعلمها مالى إلى حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدى بالذل مبتهلا إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يا رب خائبة فبحر جودك يروى كل من يرد
أحوج المسلم الآن إلى هذه الصلة إلى هذا الرباط فإن ألدين لله الآن أننا فى أمس الحاجة إلى أن نضرع إليه بقلوب صادقة بقلوب خالصة بقلوب ليست غافلة ليست لاهية.