العفو في الحياة الزوجية :
أيها الإخوة الكرام في منتدى هوامير البورصة السعوديه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : اخترت لكم هذا الموضوع المهم
للأخ الفاضل / نبيل بن عبدالمجيد النشمي وقد اختصرته خشية الإطالة فقد كثرت الخلافات الأُسريه والمشاكل الزوجيه في هذا العصر ولو تأملنا الأسباب لوجدناها في الغالب تافهة لا تستحق الذكر .
إنَّ العفو إذا غاب عنِ الحياة الزوجيَّة معناه تأزم الحياة وتوسَّع الخِلافات وجرح النفوس والتوتُّر الدائِم ، والله أعلم بما تَنتهي إليه تلك العَلاقة . والعفو لا يكون ذا قيمةٍ أو تأثير ما لم يكن مِن الطرفين ، يعفو هذا إذا هفَا ذاك والعكس ، وبالطبع وحتى لا تنقلِب الحياة كلها إلى ممارسات خاطِئة لا يكون العفو عن كلِّ شيءٍ ؛ فهناك مِن الأخطاء ما يحتاج إلى عِتاب أو توبيخ أو ربَّما تأديب ، لكن غياب العفو كليةً هو الذي لا يُقبل لأنَّه :
مَنْ ذَا الَّذِي مَا سَاءَ قَطّْ --------------------- وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ
ومِن أهمِّ ثمار العفو بيْن الزوجين : زيادةُ الحب ، وتقوية العلاقة ، وزراعة الاحترام ، وتقبُّل الخطأ ، وللعفو في الحياة الزوجيَّة طعم وذوق خاص ، فعندما تأتي الزوجة وقد أخطأتْ خطأً ما ، أو قصرتْ في حاجة مِن حاجات زوْجها، وتقدم اعتذارها فيعفو الزوجُ عنها وكلُّه انشراح وسرور باعتذار زوجته ، والتي أشعرتْه أنها لم تكن تتعمَّد الخطأ والتقصير ، وتعود الزوجةُ وهي تطير فرحًا بعفو زوْجها ، فقد تفهَّم موقفها ، ولم يجعلْ من خطئها وتقصيرها بابًا وعذرًا لإيذائها ، ولم يستغلَّه استغلالاً بشعًا فيذيقها الأمرَّيْن : مرارةَ الخطأ، ومرارةَ عدم قَبول الاعتذار ، وكذلك الزوجة التي تجِد مِن زوجها تقصيرًا في حقٍّ مِن حقوقها وهي تعلم عدمَ تعمُّده لذلك ، لكنَّه أخطأ فلم ترفعِ الدنيا ولم تُقعدها في وجهه ، بل عفَتْ قبل أن يعتذِر ، فكيف إذا اعْتذر ؟ لا غِنى عن العفوِ للزَّوْجين ، وإلا فستكون الحياة جحيمًا لا يُطاق ، وضرورة العفو تبرُز في أمورٍ أهمها : استحالة العِصمة في أيٍّ من طرَفي المعادلة ؛ وطول العِشرة ، والاطلاع على حالات النَّفْس المختلفة مِن الرِّضا والغضب، والفرَح والحزن . أسأل الله أن يرزُقَنا العفو والعافية في الدُّنيا والآخِرة . ويهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، والحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمَّد وعلى آله وأصحابه أجمعين .