نشر في May 28th, 2012
متى كانت آخر مرة نرى فيها شخصية ماكس بين! حسنا بعيدا عن الفيلم السينمائي السخيف كانت لهذه الشخصية أدوار رائعة جدا بعالم الألعاب بلعبتي اكشن صدرتا بالجيل الماضي وحققتا الكثير من النجاح من فريق التطوير “ريمدي” الذي ترك الشخصية لاحقا ليعمل على مشروع لعبة الاكشن والرعب “الن ويك” لأجهزة الحاسب الشخصي والاكس بوكس360.
مع دخول الجيل الجديد عادت روكستار مجددا لساحة التخطيط وبمحاولة تقديم لعبة اكشن جديدة بشكل ممتاز كما تعودنا من الشركة بإستخدام شخصية ماكس بين التي ظلت في الظلام كثيرا، هل كانت عودة ماكس بين موفقة؟ أم كان من الأفضل ترك ماكس في إجازته بعيدا عن مشاكل العاب الأكشن، لنتعرف على الإجابة من خلال مراجعة اللعبة.
تدور قصة هذا الجزء في البرازيل، ماكس يعمل كحارس أمن لدى إحدى العائلات الثرية و كالعادة طالما ماكس بين موجود فالبتأكيد المشاكل تجري خلفه، تقوم إحدى العصابات بإختطاف زوجة هذا الثري البرازيلي ومن هنا تبدأ مغامرة ماكس عبر أحياء البرازيل الفقيرة وقصورها الغنية لمحاولة إنقاذ الفتاة، من خلال القصة ستتعرف على الكثير من الأحداث المفاجئة بمعرفة من حقا معك ومن يحاول القضاء عليك عبر الكثير و الكثير من مشاهد الفيديو لرواية القصة.
بعيدا عن قصة اللعبة الرئيسية ستلعب بشخصية ماكس بفترات مختلفة من حياته يتذكر فيها الماضي وكيف وصل لهذه المرحلة التي نجده فيها مدمنا على الكحوليات يائسا من كل شئ بالحياة، ستتعرف على القصة الكاملة هنا ومن حقا يحاول القضاء على ماكس الشرطي السابق ذو التاريخ الطويل مع الخيانات و الإنتقام، قصة اللعبة جميلة جدا و طريقة طرحها تعطيك الشعور دائما أنك امام منتج ذو تكلفة إنتاجية ممتازة ولكن المبالغة بالعروض السينمائية كانت واضحة جدا لأن اللعبة ليست طويلة أبدا وستقضي وقتا طويلا وأنت ترى مشاهد القصة، رغم جودتها والقصة الجميلة التي تقدمها اللعبة ولكن ستخرج بإحساس أنك كنت تشاهد فيلما أكثر من كونك تلعب لعبة.
كعادة العاب روكستار والعاب العالم المفتوح أو الاكشن تقدم هذه اللعبة رسوما جميلة جدا، طريقة تصوير أحياء البرازيل الفقيرة و ملاعب كرة القدم وحتى قصور الأغنياء بحق ظهرت بشكل ممتاز مع شعور واقعي بما يدور حولك، التفاعل مع الخلفيات أيضا ممتاز فستشاهد تأثيرا طلقاتك على أي شئ تصيبه أو تدمره حتى السيارات الموجودة فقط كخلفية إن قمت بتصويت رصاصاتك لعجلاتها ستشاهدها تنفجر وتفرغ مافيها من هواء بفيزائية جميلة.
تصاميم جيدة أيضا للأعداء والأهم من ذلك طريقة تأثرهم بطلقات الرصاص التي تختلف بمكان إصابتهم بالجسد وستشاهد تأثيرا رائعة جدا لبعض الطلقات القاضية التي تشاهدها تخترق جسد أو رأس عدوك بشكل إجرامي رائع جدا (كيف تأتي كلمة إجرامي مع رائع جدا؟)، حقيقة هذه اللعبة تقدم رسوما رائعة بالكثير من المناطق منها حيث الاكشن المثير ومشاهدة الطلقات تتطاير بكل إتجاه و كل شئ حولك يتحطم ومع وجود مراحل مختلفة جدا مثل ركوب المركب السريع وغير ذلك ستخرج بإنطباع ممتاز جدا عن الرسوم بشكل مجمل ولكن…
هنالك الكثير و الكثير من الأخطاء التقنية التي تظهر باللعبة، أذكر أنني بإحدى المرات قمت بالإستناد إلى حائط لأجده وقد تحطم وكأنه تم إطلاق رصاصة عليه! وبإحدى المرات قمت بالمرور بداخل باب مغلق بشكل غريب جدا، من خلال هذه اللعبة ستشاهد الكثير من الأخطاء التقنية التي تؤثر على تقييم الرسوم باللعبة، أيضا هنالك مشكلة مع التقديم باللعبة، أقصد هنا أن فريق التطوير وضع خيارا غريبا بظهور ألوان مشتته مع مقاطع عرض القصة تظهر مرارا وتكرارا تصيب بالضجر وهي مزعجة جدا جدا.
بالحديث عن الصوتيات التي تقدمها اللعبة فهذا المنتج فخم جدا، مجموعة كبيرة من الألحان الجيدة و أداء ممتاز لأصوات الشخصيات، قد تكون هنالك مشكلة اخرى هنا أيضا عند إختيارك لظهور الترجمة على الشاشة حيث تجدها تسير بشكل سريع جدا ويتجاوز تحاور الشخصيات بشكل كبير وغريب جدا و هنا نعود لنقطة الاخطاء التقنية الكثيرة التي تظهر باللعبة.
السؤال الأهم، ماذا قدمت لعبة ماكس بين بجزئها الثالث، الإجابة بكل سهولة قدمت لعبة اكشن جميلة جدا ولكنها لاتضيف شئ جديد على أجزاء السلسلة الماضية، هل جربت الجزأين الماضيين؟ إن كانت الإجابة نعم فهنا كل شئ على حاله، يبدو أن غياب فريق التطوير ريمدي عن الصورة جعل روكستار وتحديدا الفريق الذي يقف خلف اللعبة يمشي بمعايير ثابتة لايتجاوزها بتقديم أسلوب اللعب مع الحفاظ على نظام اللعب الرئيسي، الفكرة الرئيسية التي قدمتها سلسلة ماكس بين هي فكرة إبطاء الوقت وهذه اللعبة تعتمد على هذا الشئ بشكل كبير.
عليك أن تبطئ الوقت لهزيمة الأعداء بشكل أسهل حينما يتجمعون عليك وأيضا تستخدم هذا الخيار كوسيلة دفاع عندما تشاهد الكثير من الطلقات تتجه نحوك فتقوم بإبطاء الوقت ليتسنى لك الحصول على فرصة للهرب و القضاء على الأعداء، هذا النظام رائع جدا وقت اللعب وستتحمس كثيرا وتبدأ بالإبتكار بمحاولة القضاء على الأعداء وانت تظهر بشكل (كووول) وانت تطير في الهواء بصورة بطيئة جدا وتذبح مجموعة كبيرة من الأعداء بنفس الوقت.
بالتأكيد كغالبية العاب الاكشن بالسوق هنا عليك بالإختباء خلف الأجسام و الظهور لإطلاق الرصاص، من المميز باللعبة انها تعطي اللعبة الكثير من أساليب اللعب المختلفة فتارة تجد نفسك تحارب الأعداء من طائرة هيلوكبتر و تارة اخرة بزورق سريع وغير ذلك، هنا لاتوجد ألغاز ولا يوجد أي شئ سوى مجموعات كبيرة من الأعداء وعليك بذبحهم، ونذكر أن اللعبة نظام القتل بطلقة واحدة بمشهد دموي رهيب ولكن ينطبق عليك فبعض الأحيان ستكون رصاصة واحدة كافية للقضاء عليك إن كانت موجهة للقلب أو الرأس مباشرة.
حسنا ماكس بين3 هي لعبة اكشن جميلة جدا ولكن أيضا كما هو الحال مع الرسوميات فاللعبة تعاني من مشاكل أخرى بنظام اللعب، أولا الذكاء الإصطناعي للأعداء شبه معدوم، لن تجد الأعداء هنا يختبؤن بشكل ذكي، وسترى البعض منهم يتوجه عليك بشكل غريب جدا وكأنه يبحث عن الموت (حسنا أين أجد مجرم بهذا الوفاء بهذا الزمن!)، المشكلة الثانية ان اللعبة “مبرمجة” جدا، أقصد هنا أن عليك ببعض الأحيان فعل أشياء بشكل إجباري وإن لم تقم بفعلها ستشعر أن اللعبة لم تعد تعرف ماذا تفعل؟ حسنا كشرح بسيط بإحدى مناطق اللعبة سيتوجب عليك هزيمة قناص بمكان مرتفع، عليك بالإقتراب منه للقضاء عليه وستجد صديقك ينادي اسمك ويخبرك بعدم الوقوف بمكان معين ويكرر الجملة مرارا وتكرارا حتى تتحرك وكأن اللعبة تجبرك للذهاب لمكان محدد بشكل “مبرمج” ولايمكنك أبدا أن تخرج من هذا الشئ سوى بتنفيذ طلب صديقك الذي سيظل يصرخ.
تقدم لعبة ماكس بين قصة جيدة تتراوح فترة اللعب فيها مابين الـ8-10 ساعات مع تواجد مستوايات صعوبة مختلفة و قطع ذهبية للأسلحة تقوم بتجميعها وأيضا هنالك طور اللعب على الشبكة الذي ينقسم لقسمين مختلفين أحدهم يجعلك تختار فريق وتقوم بقتل المنافسين أو تنفيذ مهمة معينة بكل جولة بإحدى مناطق طور اللاعب الواحد وآخر بإسم Painkiller تفوم فيه بذبح المنافسين بشكل فردي. تحياتي مهند 88