أحياناً نقول "الاستهلاك المحلي" وأحيانًا "الاستهلاك المحلي للطاقة" وأحيانًا "الاستهلاك المحلي للوقود" وأحياناً "الاستهلاك المحلي للنفط"، كلها مختلفة ويخلط الكثير بينها، أكتب اليوم هذا المقال للتعريف بأرقام "الاستهلاك المحلي للنفط والغاز".
الاستهلاك في فصل الشتاء يختلف عن فصل الصيف، حيث يرتفع استهلاك الكهرباء مع زيادة حرارة الصيف والطلب على تبريد المكيفات، وهي جزء من استهلاك النفط والغاز، ولكن المعيار الحقيقي هو المعدل السنوي للاستهلاك حيث تستطيع الاعتماد على الأرقام للمعرفة والمقارنة. الاستهلاك المحلي من النفط والغاز في المملكة أكثر من 4 ملايين وربع برميل مكافئ، تقريبًا، نصفها نفط والنصف الآخر غاز. وأود التحذير هنا، فالكثير عندما يربطها بالأسعار يضرب الاستهلاك بسعر النفط وهذا خطأ، حيث إن السعر العالمي لبرميل الغاز المكافئ تقريبًا 25% من سعر برميل النفط.
تقريبًا نصف الاستهلاك المحلي من النفط والغاز في المملكة يذهب لمعامل توليد الكهرباء، وتقريبًا نصف هذه الـ 2 مليون برميل مكافئ نفط ومشتقاته والنصف الآخر غاز. ونعلم جميعاً أن نصف إنتاج الكهرباء في المملكة يذهب للقطاع السكني، طبعاً لا نغفل عن أن 11 مليوناً من السكان وافدون وعوائلهم ومجموع السكان حوالي 31 مليون نسمة.
النصف الآخر للاستهلاك المحلي للنفط والغاز والذي يصل حجمه إلى حوالي 2 مليون برميل مكافئ يذهب غالبيتها للبتروكيماويات ويعاد تكريره هناك ويصدر للخارج، ولا أعلم لماذا نسميه "استهلاك محلي". أما استهلاك البنزين فهو نصف مليون برميل، والديزل 750 ألف برميل ولكن 250 ألفاً منها محسوب في استهلاك الكهرباء، وبقية الاستهلاك قليل من الأسفلت وزيت الوقود ووقود الطائرات والسفن والقطارات.
ماذا يخص شأن المواطن من هذا الاستهلاك؟
أولاً: استهلاك البنزين نصف مليون برميل يوميًا، أي 13% من الاستهلاك المحلي اليومي، وليس جميعه للمواطن، بل إن الشركات والقطاعات الحكومية تستهلك بنزيناً للسيارات وأيضا سيارات التاكسي وسيارات العمالة الوافدة.
ثانياً: استهلاك الكهرباء في القطاع السكني مليون برميل مكافئ يومياً، ونعلم جميعاً أنه يعمل لدينا أكثر من 11 مليون شخص (عمالة وعوائلهم) ويستهلكون كهرباء من القطاع السكني خصوصاً أن مكيفاتهم قديمة وتسهلك كثيرًا من الكهرباء ولكنهم يستفيدون من الشرائح الرخيصة للفواتير، حيث إن عدد المكيفات في مساكنهم قليلة.
الخلاصة إن الكهرباء في القطاع السكني تستهلك 25% من "الاستهلاك المحلي للنفط والغاز".
في كل الأحوال استهلاك البنزين والكهرباء في القطاع السكني للمواطنين وغيرهم فقط 38% من الاستهلاك المحلي للنفط والغاز، وبقية الـ 62% من الاستهلاك يذهب للبتروكيماويات والشاحنات والسفن والقطارات وكهرباء المصانع والقطاعات التجارية والحكومية والزراعية وغيرها.
كثير من الكتّاب يرددون ارتفاع الاستهلاك المحلي من النفط والغاز وتوجيه أصابع الاتهام على المواطن، والعتب على القطاعات الحكومية المعنية بالشأن والإحصاءات والهيئات ذات الشأن لعدم توضيح عكس ذلك.